عبر بوابة السودان.. ماذا تريد قطر من إفريقيا؟

تحاول قطر اختراق إفريقيا عبر السودان

عبر بوابة السودان.. ماذا تريد قطر من إفريقيا؟
أمير قطر تميم بن حمد

تواصل قطر مغامراتها في إفريقيا، سعيا لتحقيق أطماع في السيطرة على الثروات الغنية بأراضي الشعوب الفقيرة، بهدف توسيع أسواقها واستثماراتها، وتعميق تأثيرها السياسي على قرارات القارة السمراء.


وفقا لصحف أجنبية، فإن الدوحة التفت بأنظارها في الوقت الحالي، بعدما ضيقت البلدان العربية الخناق على أنشطتها في المنطقة، فباتت تبحث عن فرص أكبر لتحقيق أهدافها في القارة السمراء من خلال التمدد في القرن الإفريقي، عبر استغلال الفوضى والاضطرابات في الصومال وإثيوبيا والسودان.


وتأتي السودان على رأس الدول التي تسعى الدوحة لضمان موطئ قدم بها، ضمن خطتها لفرض سيطرتها واستثماراتها في البلد الغني جدا بالثروات الطبيعية.


أهداف قطر في السودان 


وبحسب صحيفة "جارو أون لاين" الإفريقية، فإن قطر بدأت تتابع الخلاف الحدودي بين الخرطوم وأديس أبابا، والذي أدى إلى توتر كبير في العلاقات بين الجانبين. 


وأشارت الصحفية إلى الرسالة التي حملها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى القادة في السودان، للتأكيد على دعمهم.


واعتبرت الصحيفة، أن السبب الحقيقي من هذا الاهتمام هو ثروات البلدان الفقيرة مثل الصومال والسودان والتي تثير لعاب قطر. 


مخططات قطر 


ووفقا لتقارير دولية، فإن قطر تحاول التدخل في شؤون هذه البلدان بزعم مساعدتها ولكنها تسعى للسيطرة على ثروات إفريقيا، بالتعاون مع حكومات الدول الفقيرة.


وكانت التطورات الأخيرة والنزاع بين السودان وإثيوبيا بمثابة فرصة ذهبية لقطر لفرض نفوذها على المنطقة.


وبدأ الاهتمام القطري بالسودان منذ العام الماضي نتيجة ما تشهده البلاد من حالة فوضى وتفكك؛ ما جعل الدوحة تسعى لإيجاد موطئ قدم جديد، لها في السودان عبر نشر الفوضى، وتأجيج الصراعات في السودان.


واستغلت الدوحة أزمة السودان وإثيوبيا للعب دور الوسيط، حيث تعد ورقة قطر الأخيرة لإعادة نفوذها مرة أخرى بعد أن فقدته بعد عزل الرئيس الإخواني عمر البشير من الحكم.


القوى الناعمة والسلاح

 
ولم تكتفِ قطر بهذه المخططات للسيطرة على السودان، فاستخدمت قوتها الناعمة للسيطرة على الدولة.
وبحسب تقارير سودانية، فإن قطر استخدمت سلاح التعليم للتمدد في السودان، لتهيئة الأجيال القادمة والمجتمع لعودة نظام الإخوان مرة أخرى.


وتعد السودان وإثيوبيا والصومال من أبرز أوراق قطر لكسر عزلتها الإقليمية وتحقيق أهدافها في القارة الإفريقية بعد أن فشلت في مصر وليبيا وتونس.


ففي عام 2019 ظهر التدخل القطري في إفريقيا بقوة، عبر إرسال قطر 24 مدرعة عسكرية إلى مالي، حيث تمثل الوجه السافر لتدخلات الدوحة في القارة السمراء.


كما كشف موقع أفريكان نيوز عن المحاولات القطرية المستميتة للتمدد في القرن الإفريقي فالبداية كانت من الصومال ثم إثيوبيا وأخيرا السودان. 


قطر وجوبا 


وبحسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية، فإن الدوحة تتجه إلى جوبا لبناء نفوذ جديد هناك.


وتحاول قطر التعويض عن تراجع نفوذها في الخرطوم من خلال توجيه انتباهها إلى منافستها جوبا، حيث تريد إبقاء إصبعها في الفطيرة في منطقة تزداد ديناميكية على مستويات عديدة بسبب تصاعد الأدوار. من القوى المشاركة في التطورات هناك، ودورها في الأزمات التي ابتليت بها.


لفترة طويلة، لم يكن للدوحة علاقات دبلوماسية رسمية مع جنوب السودان، على الرغم من استقلال جوبا قبل تسع سنوات.


ورغم أن أسباب تأخير التحرك الدبلوماسي غير معروفة للبعض ومريبة للآخرين، إلا أن اهتمام الدوحة المفاجئ بجنوب السودان يمكن تفسيره في ضوء فشل رهانات الدوحة في السودان.


ويبدو أن مجلس السيادة السوداني عازم على الابتعاد عن المحور القطري، حيث يواصل مساعيه لتقويض الأسس الأيديولوجية والإستراتيجية لنظام الرئيس السابق عمر البشير وفلوله داخل التيار الإسلامي في السودان.


وأقامت قطر علاقات قوية مع نظام البشير، وتمكنت من ترسيخ نفسها في العديد من مفاصل السلطة من خلال وكلائها في السودان، قبل أن تغير الثورة السودانية كل ذلك.


ويرى مراقبون سياسيون أن القيادة القطرية أدركت أن الأمور تتحرك بسرعة في منطقة مفتوحة على الصومال، كمركز حيوي لها ولحليفتها تركيا، حيث إنها قادرة على تعزيز نفوذها في مقديشو. لذلك، يمكن فهم تحركات الدوحة من خلال جهودها لحماية وجودها في المنطقة من أي مخاطر تأتي من التغييرات التي تحدث في السودان.