صراع الانتظار.. إسرائيل تُواجه تحديات عسكرية واقتصادية في مواجهة إيران

صراع الانتظار.. إسرائيل تُواجه تحديات عسكرية واقتصادية في مواجهة إيران

صراع الانتظار.. إسرائيل تُواجه تحديات عسكرية واقتصادية في مواجهة إيران
قصف إيران

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه في مأزق استراتيجي بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل أي تدخل عسكري أمريكي ضد إيران لمدة تصل إلى أسبوعين، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتابعت أن هذا التأخير يضع إسرائيل أمام خيارات صعبة، حيث تسعى لتحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في تدمير منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم في شمال إيران، وهي منشأة مدفونة بعمق تحت الأرض، مما يجعلها تحديًا كبيرًا للقدرات العسكرية الإسرائيلية.

تداعيات التأخير الأمريكي


وفي يوم الأربعاء الماضي، شهدت سماء تل أبيب مشهدًا مثيرًا للقلق، حيث تصدت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية لصواريخ باليستية أطلقتها إيران. 


ومع استمرار هذه الهجمات، يواجه الجيش الإسرائيلي ضغوطًا متزايدة على مخزونه من صواريخ الاعتراض، مما يُجبر القادة العسكريين على اتخاذ قرارات معقدة بشأن تحديد الأولويات في حماية المناطق الحيوية، سواء كانت مدنية أو مواقع أمنية استراتيجية. وكلما طالت فترة الانتظار لقرار ترامب، زادت المخاطر التي تواجهها إسرائيل، حيث يمكن أن تخترق الصواريخ الإيرانية دفاعاتها، مما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في الأحياء السكنية أو المواقع العسكرية.


إلى جانب التحديات العسكرية، يتسبب استمرار الصراع في تداعيات اقتصادية وخيمة. فمع إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي وتعليق العديد من الأنشطة الاقتصادية، تواجه البلاد خسائر مالية متزايدة. 


ويؤكد المحللون أن إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن من شأنه أن يسمح باستئناف الرحلات الجوية التجارية وتفعيل الأنشطة التجارية بشكل كامل، مما يخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية.

خيارات إسرائيل الاستراتيجية


تُواجه إسرائيل ثلاثة خيارات رئيسة في التعامل مع هذا الموقف المعقد، ولكل منها مخاطرها وتحدياتها:


الانتظار لدعم أمريكي: يعتمد هذا الخيار على أمل إسرائيل في أن ترسل الولايات المتحدة طائرات حربية مزودة بالذخائر القادرة على تدمير منشأة فوردو، التي تُعد الأقوى في العالم لهذا الغرض، ومع ذلك، فإن هذا الخيار يعني استمرار الضغط على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مع استنزاف مخزون الصواريخ الاعتراضية وزيادة مخاطر اختراق الصواريخ الإيرانية.


الهجوم المستقل على فوردو: يمكن لإسرائيل أن تقرر شن هجوم منفرد على المنشأة باستخدام طائراتها وذخائرها الحالية. 


وفي هذا السياق، ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة تلفزيونية يوم الخميس إلى أن إسرائيل تمتلك القدرة على تحقيق أهدافها، بما في ذلك تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية. 


واقترح بعض المحللين إمكانية إرسال وحدات كوماندوز إسرائيلية لتخريب الموقع، لكن الخبراء، مثل إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، يحذرون من أن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، ومن المحتمل ألا يحقق النتائج المطلوبة على النطاق الذي يمكن للولايات المتحدة تحقيقه. 


وأشار رابينوفيتش إلى أنه لو كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ هذه المهمة بمفردها، لكانت قد فعلت ذلك بالفعل.


إنهاء الحرب من جانب واحد: يمكن لإسرائيل أن تختار تقليص التصعيد وإنهاء الحرب دون مهاجمة فوردو، لكن هذا الخيار سيترك جزءًا كبيرًا من برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم سليمًا، مما يثير مخاوف من أن تتمكن إيران من تطوير قنبلة نووية قد تُستخدم ضد إسرائيل في المستقبل.

التوجهات السياسية والإعلامية


في الوقت الحالي، لا تبدو إسرائيل ميالة إلى خيار إنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها، غقد بدأت القيادة السياسية الإسرائيلية بالحديث علنًا عن أهداف طموحة، تشمل إسقاط النظام الإيراني واغتيال زعيمه، آية الله علي خامنئي، وعلى الرغم من أن هذه الأهداف قد تكون بعيدة المنال، إلا أن لهجة التصريحات تشير إلى أن إسرائيل عازمة على مواصلة ضرباتها العسكرية لأيام عدة على الأقل.