قبل اجتماع اليوم.. جهود دبلوماسية مكثفة لوقف الصراع الإسرائيلي الإيراني وسط اتهامات متبادلة

قبل اجتماع اليوم.. جهود دبلوماسية مكثفة لوقف الصراع الإسرائيلي الإيراني وسط اتهامات متبادلة

قبل اجتماع اليوم.. جهود دبلوماسية مكثفة لوقف الصراع الإسرائيلي الإيراني وسط اتهامات متبادلة
قصف إيران

في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، أعلنت طهران اليوم الجمعة رفضها مناقشة مستقبل برنامجها النووي طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية عليها. وفي الوقت ذاته، تسعى القوى الأوروبية إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات في محاولة لتهدئة الصراع الذي دخل أسبوعه الثاني، بينما يترقب العالم قرار الولايات المتحدة بشأن احتمال تورطها عسكريًا خلال الأسبوعين المقبلين، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.


بدأت إسرائيل هجماتها على إيران يوم الجمعة الماضي، معلنة أنها تهدف إلى منع عدوها اللدود من تطوير أسلحة نووية. وردّت إيران بضربات صاروخية وطائرات بدون طيار على إسرائيل، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي. 


ووفقًا لوكالة رويترز، أسفرت الهجمات الجوية الإسرائيلية عن مقتل 639 شخصًا في إيران، بينهم قادة عسكريون بارزون وعلماء نوويون، وفقًا لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان. في المقابل، أفادت إسرائيل بمقتل ما لا يقل عن 24 مدنيًا إسرائيليًا جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية.


استهدفت إسرائيل مواقع نووية وقدرات صاروخية في إيران، بالإضافة إلى مناطق مدنية، في محاولة لزعزعة استقرار حكومة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وفقًا لمسؤولين غربيين وإقليميين. وفي تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس، قال: "هل نسعى لإسقاط النظام؟ قد تكون هذه نتيجة، لكن الأمر متروك للشعب الإيراني للانتفاض من أجل حريته." من جانبها، أكدت إيران أنها تستهدف مواقع عسكرية ودفاعية في إسرائيل، رغم أن ضرباتها طالت مستشفى ومناطق مدنية أخرى.

اتهامات متبادلة وتصعيد عسكري


اتهمت إسرائيل إيران يوم الخميس باستهداف المدنيين عمدًا من خلال استخدام الذخائر العنقودية، التي تنشر قنابل صغيرة على مساحة واسعة، لكن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لم ترد على الفور على طلب التعليق. 


وأفادت خدمات الطوارئ الإيرانية يوم الجمعة بأن خمسة مستشفيات تضررت جراء الضربات الإسرائيلية. في الوقت نفسه، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا في فجر الجمعة من هجوم صاروخي إيراني وشيك، حيث أصاب صاروخ واحد على الأقل مدينة بئر السبع، أكبر مدن جنوب إسرائيل، التي تعرضت للاستهداف في الأيام الأخيرة. 


تسبب الصاروخ في أضرار جسيمة بالقرب من شقق سكنية ومبانٍ تجارية وصناعية، مخلفًا حفرة كبيرة وتدمير واجهة مجمع سكني وإلحاق أضرار بمبانٍ أخرى. وقال المسعف شافير بوتنر: "لدينا إصابة مباشرة بجوار أحد المباني، والأضرار هنا كبيرة جدًا." 


وبثت هيئة الإذاعة الإسرائيلية "كان" لقطات تُظهر سيارات مشتعلة وأعمدة دخان كثيفة ونوافذ محطمة في المباني السكنية، مع إصابة ستة أشخاص على الأقل بجروح طفيفة، وفقًا لبوتنر، الذي أشار إلى أن فرق الإسعاف لا تزال تبحث عن ضحايا محتملين في الشقق.


وفي يوم الخميس، استهدفت إيران مستشفى رئيسًا في بئر السبع، مؤكدة أنها كانت تستهدف مقرًا عسكريًا إسرائيليًا قريبًا، وهو ما نفته إسرائيل مؤكدة عدم وجود منشآت عسكرية في المنطقة. من جانبها، أعلنت إسرائيل أنها نفذت ضربات ليلية عدة في قلب العاصمة الإيرانية، استهدفت مواقع لإنتاج الصواريخ ومنشأة لأبحاث وتطوير الأسلحة النووية.

جهود دبلوماسية أوروبية


وسط تصاعد الصراع وعدم تراجع أي من الطرفين، يجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مع وزير الخارجية الإيراني عباس أراغشي في جنيف اليوم الجمعة لمحاولة تهدئة التوترات. 


وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: "الآن هو الوقت المناسب لوضع حد للمشاهد المروعة في الشرق الأوسط ومنع التصعيد الإقليمي الذي لن يفيد أحدًا". 


وأضاف لامي على منصة "إكس" أن هناك "نافذة زمنية خلال الأسبوعين المقبلين للتوصل إلى حل دبلوماسي."


في السياق ذاته، التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بنظيره البريطاني لامي يوم الخميس، وأجرى اتصالات منفصلة مع نظرائه من أستراليا وفرنسا وإيطاليا. 


وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن روبيو والوزراء الأجانب اتفقوا على أن "إيران يجب ألا تمتلك أو تطور سلاحًا نوويًا." ومع ذلك، أكد أراغشي في تصريحات للتلفزيون الإيراني أن طهران لن توافق على إجراء محادثات في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية.

مواقف دولية ودور الولايات المتحدة


وأدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ إسرائيل واتفقا على ضرورة خفض التصعيد، وفقًا لما أعلنه الكرملين يوم الخميس. 


وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، لا يزال دورها غير واضح. تحدث المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف، مع أراغشي مرات عدة منذ الأسبوع الماضي، وفقًا لمصادر.