"المونيتور" تكشف ما وراء الاستقالة الغامضة للسراج وعلاقة تركيا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسراج

نشرت وكالة "بلومبرج" الأميركية، تفاصيل حول نية فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن حكومة "الوفاق" الوطني المنتهية ولايته التقدم باستقالته الشهر المقبل، ما أثار جدلاً واسعًا على الساحة السياسية، خصوصًا أن هذه الأنباء تأتي في ظل مباحثات وقف إطلاق النار وتشكيل مجلس رئاسي جديد وتحديد موعد للانتخابات.


الاحتجاجات الجماهيرية وراء استقالة السراج


وأكد موقع "المونيتور" الأميركي، أن استقالة السراج المفاجئة تثير التساؤلات حول العلاقات بين أنقرة وطرابلس.


وأضاف أن استقالة "السراج" ستعقد من تنفيذ اتفاقياته السابقة مع أنقرة وتثير تساؤلات حول العلاقات الثنائية المستقبلية.


وأوضح الموقع أن موجة الاحتجاجات الأخيرة في غرب ليبيا والاقتتال الداخلي داخل حكومة الوفاق الوطني في طرابلس زادت من الضغط على السراج ودفعته لإعلان استقالته.


والذي من المتوقع أن يعلن استقالته هذا الأسبوع ويتولى دور تصريف الأعمال، على الوظائف الحكومية، حتى رحيله الشهر المقبل.


وتابع أنه إذا ثبتت صحة التقارير حول استقالة السراج الوشيكة، فإن الاتفاق البحري إلى جانب نقاط أخرى للتعاون بين أنقرة وطرابلس قد يكون معقدًا بسبب الاضطرابات في المجال السياسي الليبي.


وقال "جليل حرشاوي"، الزميل الباحث في معهد "كلينجينديل": "تركيا لديها ورقة رابحة واحدة فقط بخصوص هذا الاتفاق البحري ويصادف أنها تحمل اسم السراج".


وأضاف: "إذا استمر الليبيون في الضغط، وهو ما أعتقد أنه أحد الأسباب التي دفعت السراج للإعلان عن قرب رحيله فيجب على تركيا البحث عن خطة بديلة".
  
تركيا الخاسر الأكبر من رحيل "السراج"


في أواخر أغسطس، خرج المتظاهرون إلى الشوارع في "مصراتة" و"الزاوية" و"طرابلس" للتظاهر ضد الفساد الحكومي وتدهور الأوضاع المعيشية في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه، ونشب خلاف بين السراج ووزير داخليته "فتحي باشاغا" أدت لوقف "باشاغا" عن العمل إلا أن زيارة سريعة منه لتركيا أعادته لمنصبه في أقل من أسبوعين.


وسلطت الأزمة الضوء على الخلاف داخل حكومة الوفاق الوطني قبل المفاوضات في جنيف الشهر المقبل التي ستسعى إلى إرساء الأساس لهيكل حكم جديد في ليبيا. 


وقالت "أليسون بارجيتر"، الزميلة البحثية في كلية "كينجز كوليدج لندن" للدراسات الأمنية "صحيح أن السراج ضعيف إلى حد كبير بعد خلافه مع باشاغا ، وأنه يواجه حاليًا معارضة علنية متزايدة في طرابلس، ومع ذلك ، هذا لا يعني بالضرورة أنه مستعد للتخلي عن كل شيء حتى الآن."


وأضافت أن استقالة السراج ستؤدي إلى خلق فراغ سياسي في غرب ليبيا من شأنه أن يزيد من إضعاف وتقويض مجلس الرئاسة وحكومة الوفاق الوطني، وقد تكون هذه الخطوة ضارة أيضًا بالعلاقات بين طرابلس وأنقرة.


وقال "عماد الدين بادي"، زميل بارز غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي "كان من الواضح بالفعل أن نتيجة محادثات جنيف ستؤدي على الأرجح إلى تشكيل كيان سياسي جديد، كيان لن يكون السراج على الأرجح جزءًا منه، وبالتالي الاستقالة المحتملة الآن فقط تعزز هذا الواقع".


وأكد الموقع أن تركيا قد تخسر الكثير برحيله خصوصا أن استقالته لن تجعل "باشاغا" رجل أنقرة الثاني في ليبيا بمنصب هامّ.