الإخوان وحركة طالبان.. ما أوجه التشابه والتقارب بين التنظيمين؟

الإخوان وحركة طالبان هناك أوجه التشابه والتقارب بين التنظيمين

الإخوان وحركة طالبان.. ما أوجه التشابه والتقارب بين التنظيمين؟
صورة أرشيفية

تعتبر جماعة الإخوان وحركة طالبان من أبرز الحركات المتطرفة في العالم، والتي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية شرعية بناءً على تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية، وقد ارتبطت هاتان الحركتان بالعديد من الأعمال العنيفة والإرهابية، والتي أثارت الجدل والانتقادات من قبل العالم الدولي والمجتمعات المحلية. 

ورغم أن هناك بعض الاختلافات الجوهرية بين الإخوان وطالبان، سواء في الأصول والتاريخ والأهداف والممارسات والعلاقات الخارجية، إلا أن هناك العديد من أوجه التشابه بين التنظيمين الخطيرين. 
 
الأصول والتاريخ 

تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، كحركة إصلاحية ودعوية وسياسية، تهدف إلى إحياء الإسلام ومواجهة الاستعمار الغربي والتأثيرات الأجنبية.  

وقد انتشرت الجماعة في عدة دول عربية وإسلامية، وشاركت في الحياة السياسية والاجتماعية بمختلف الأشكال والدرجات. 

أما حركة طالبان، فقد نشأت في أفغانستان عام 1994، كحركة مسلحة ودينية، تتكون من طلاب المدارس الدينية الباكستانية، الذين ينتمون إلى الفرقة الحنفية والتيار الديوبندي. وقد هدفت الحركة إلى إنهاء الحرب الأهلية في أفغانستان، وإقامة نظام إسلامي صارم، يقوم على تطبيق الحدود والحجاب والتعليم الديني. 
 
الأهداف والممارسات 

تدعي جماعة الإخوان أنها تسعى إلى إقامة دولة إسلامية مدنية وديمقراطية، تحترم حقوق الإنسان والحريات العامة والتعددية السياسية والثقافية. وتؤكد الجماعة على أنها تلتزم بالسلمية والشرعية والتغيير التدريجي، وأنها ترفض العنف والإرهاب والتطرف.  

ولكن في الواقع، فإن الجماعة تتبع استراتيجية متناقضة ومتغيرة، تتأقلم مع الظروف والمصالح، وتستخدم العنف والتحالفات والانقسامات والتكتيكات السياسية، لتحقيق مصالحها وأجندتها. 

 أما حركة طالبان، فتعلن أنها تسعى إلى تحرير أفغانستان من الاحتلال الأجنبي والحكومة الفاسدة، وإقامة إمارة إسلامية، تحكم بالقرآن والسنة. وتلتزم الحركة بالجهاد والمقاومة والشريعة، وترفض الديمقراطية والحقوق الحديثة والتعاون الدولي. وتمارس الحركة العنف والقمع والتشدد، بحق المدنيين والنساء والأقليات والمعارضين. 

العلاقات الخارجية 

 تحاول جماعة الإخوان المسلمين أن تظهر نفسها كحركة معتدلة ومنفتحة على العالم، وتسعى إلى إقامة علاقات مع الدول والمنظمات والحركات الإسلامية وغير الإسلامية.  

وتتخذ الجماعة قضايا الأمة الإسلامية، مثل فلسطين والشيشان والعراق وسوريا كغطاء شرعي لكسب التأييد الشعبي، ولم تكف تلك المحاولات الإخوانية لتحسين صورتهم، فما زال أغلب الأنظمة العربية تعتبرها -الجماعة- تهديدًا لأمنها واستقرارها ووحدتها، بعد أن ثبت تورط الجماعة في دعم وتمويل الإرهاب والتحريض والتخريب والتآمر، أما حركة طالبان، فتعتبر نفسها حركة محلية ومستقلة، وترفض التدخل الخارجي في شؤونها.  

وتحظى الحركة بدعم وتأييد من قبل بعض الدول والحركات الإسلامية، مثل باكستان وقطر وتركيا والقاعدة وداعش. ولكن في المقابل، تواجه الحركة مواجهة وعزلة من قبل معظم الدول والمنظمات والحركات الدولية، التي تعتبرها حركة إرهابية ومتشددة ومنبوذة.