توتر في الأجواء.. هجوم باليستي من اليمن على إسرائيل ومطار بن غوريون يتوقف مؤقتًا
توتر في الأجواء.. هجوم باليستي من اليمن على إسرائيل ومطار بن غوريون يتوقف مؤقتًا

كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلة، أن مناطق واسعة في وسط إسرائيل شهدت، عصر اليوم الجمعة، حالة استنفار أمني واسع إثر إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى من الأراضي اليمنية، يُعتقد أنه أُطلق من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وأعلنت قوات الجيش الإسرائيلي "جيش الدفاع الإسرائيلي" (IDF) أن الصاروخ تم اعتراضه بنجاح عبر منظومة "السهم 3" الدفاعية المتطورة المخصصة للتصدي للتهديدات الباليستية خارج الغلاف الجوي. قوات الجيش الإسرائيلي "جيش الدفاع الإسرائيلي" (IDF) أن الصاروخ تم اعتراضه بنجاح عبر منظومة "السهم 3" الدفاعية المتطورة المخصصة للتصدي للتهديدات الباليستية خارج الغلاف الجوي.
صافرات الإنذار
وأدى إطلاق الصاروخ إلى تفعيل صافرات الإنذار في مدن رئيسة عدة في وسط إسرائيل، من بينها تل أبيب، وهرتسليا، وبني براك، وجفعتايم، وحولون، وبات يام، وريشون لتسيون، ونيتس تسيونا، وكفار سابا، ونتانيا، وتل موند، وأور يهودا، وعزور، وبيت دغان، بالإضافة إلى موديعين مكابيم ريعوت ومناطق من الضفة الغربية مثل السامرة والسهل اليهودي.
وعلى إثر الحادثة، تم تعليق حركة الطيران مؤقتًا في مطار بن غوريون الدولي، حيث تم تأجيل أو تحويل مسارات عدد من الرحلات، بما في ذلك رحلات لشركة "إلعال" الإسرائيلية. كما أعلنت شركات طيران أجنبية عدة عن تمديد قرار تعليق رحلاتها إلى إسرائيل لأسباب أمنية.
وأفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء" بأن سيدة واحدة أصيبت بجروح أثناء محاولتها الفرار إلى أحد الملاجئ بعد سماع صفارات الإنذار، ولم يتم الإبلاغ عن إصابات إضافية.
عمليات مسح
وفي السياق ذاته، قالت شرطة منطقة تل أبيب إنها تجري عمليات مسح موسعة في المناطق التي دوت فيها صافرات الإنذار لتحديد ما إذا كان هناك أي بقايا أو حطام ناتج عن الصاروخ أو عملية الاعتراض.
وفي موازاة ذلك، خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة اليمنية صنعاء في مظاهرات حاشدة تحت شعار "هزمنا أمريكا وسنهزم إسرائيل"؛ تنديدًا بالهجمات الإسرائيلية على غزة ودعمًا لحركة الحوثي. وامتدت هذه التظاهرات إلى محافظات يمنية أخرى مثل الحديدة، وحجة، وعمران، وذمار.
ورفعت في المسيرات لافتات تهدد إسرائيل وتتوعد بالتصعيد، من بينها لافتة كتب عليها "يافا... سنطاردكم إلى قبوركم"، في إشارة إلى المدينة الساحلية التي تعد من رموز القضية الفلسطينية.
وتأتي هذه التطورات بعد يومين فقط من محاولة سابقة لإطلاق صاروخ حوثي باتجاه إسرائيل، غير أن الصاروخ فشل في بلوغ هدفه وسقط قبل الوصول إلى المجال الجوي الإسرائيلي. كما اعترض سلاح الجو الإسرائيلي صباح الأربعاء طائرة مسيّرة انطلقت من اليمن باتجاه الجنوب الإسرائيلي دون أن تتسبب بأضرار أو إطلاق صافرات إنذار.
تهديدات جديدة
وفي هذا السياق، جدد القيادي الحوثي البارز حزام الأسد، المعروف بتصريحاته المعادية لإسرائيل والموجهة أحيانًا باللغة العبرية، تهديداته مؤكدًا أن الهجمات على إسرائيل ستتواصل. وكتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي متسائلًا بسخرية: "هل لدى الكيان الصهيوني ملاجئ كافية؟".
وتأتي هذه الحادثة ضمن تصاعد مستمر في حدة التوتر الإقليمي، حيث بات اليمن ساحة إضافية لجبهة الدعم الإيراني لحركات المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية في قطاع غزة ومحيطها، وتتكشف فيه تدريجيًا ملامح استراتيجية رد محور المقاومة على التصعيد الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن تُلقي هذه الحادثة بظلالها على المشهد السياسي والأمني في إسرائيل، وتزيد من الضغوط على القيادة الأمنية والعسكرية لمواصلة تأمين الجبهة الداخلية ضد تهديدات متعددة الاتجاهات.