محلل سياسي لبناني: تفكيك نفوذ حزب الله جارٍ بهدوء.. والدولة تستعيد زمام المبادرة
محلل سياسي لبناني: تفكيك نفوذ حزب الله جارٍ بهدوء.. والدولة تستعيد زمام المبادرة

بدأت ملامح مرحلة جديدة تتشكل في لبنان مع تحركات سياسية متسارعة تهدف إلى إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، وسط مؤشرات على تقليص نفوذ حزب الله في المشهد الداخلي. وتشير مصادر سياسية لبنانية إلى أن توافقًا إقليميًا ودوليًا بدأ يتبلور لدعم دولة المؤسسات وتقوية الجيش اللبناني، ما يعيد طرح تساؤلات حول مستقبل الحزب ودوره في النظام السياسي.
التحولات ظهرت بوضوح في مواقف عدد من القوى السياسية التي كانت تتجنب سابقاً الصدام مع حزب الله، لكنها باتت اليوم تدعو إلى ضرورة تطبيق القرارات الدولية ونزع سلاح الميليشيات، في إشارة مباشرة إلى الحزب. وفي المقابل، يلتزم الحزب الصمت، مع بعض الإشارات التي توحي بإعادة تقييم تموضعه في الداخل اللبناني.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات استراتيجية، أبرزها التقارب السعودي – الإيراني، والذي دفع ببيروت إلى قلب طاولة التوازنات القديمة، وإحياء الحديث عن "لبنان الدولة" بدلًا من "لبنان المحاور".
وقال المحلل السياسي اللبناني د. زياد عيتاني إن لبنان يشهد مرحلة "تفكيك هادئ ومدروس" لنفوذ حزب الله داخل مؤسسات الدولة، في إطار تحركات إقليمية ودولية تهدف إلى إعادة الاعتبار للدولة اللبنانية ومؤسساتها السيادية.
وأوضح عيتاني - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن ما يحدث ليس صداماً مباشراً مع الحزب، بل "عملية إعادة تموضع تنفذها القوى السياسية بدعم خارجي، عنوانها استعادة الدولة لقرارها الأمني والسياسي، والانتقال من منطق المحاصصة والميليشيا إلى منطق المؤسسات".
وأضاف: "هناك توافق عربي – دولي غير معلن على تحجيم دور حزب الله في الحياة العامة، خاصة بعد التقارب الإيراني–السعودي الذي خفف من الحاجة إلى أدوات النفوذ التقليدية في لبنان".
واعتبر أن "الدولة اللبنانية بدأت تستعيد زمام المبادرة، سواء من خلال دعم الجيش، أو عبر الحراك النيابي الذي يطالب بتطبيق القرارات الدولية ونزع سلاح الميليشيات"، مشيرًا إلى أن الحزب "يدرك حجم التغيرات، ولذلك يتجنب التصعيد حاليًا".
وختم عيتاني بالقول إن "المرحلة المقبلة ستشهد اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة حزب الله على التكيّف مع واقع لبناني جديد، يتجه شيئًا فشيء نحو سيادة الدولة على حساب القوى الخارجة عنها".