محلل سياسي سوداني: البلاد تواجه أخطر منعطف في تاريخها الحديث.. والمجتمع الدولي يتقاعس
محلل سياسي سوداني: البلاد تواجه أخطر منعطف في تاريخها الحديث.. والمجتمع الدولي يتقاعس

تتفاقم الأزمات في السودان بوتيرة متسارعة، وسط حالة من الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مع دخول الحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من عامين ما يضع البلاد على حافة الهاوية.
ويعيش السودانيون أوضاعًا إنسانية كارثية، مع تصاعد حدة المعارك في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، حيث تتواصل عمليات القصف والاشتباكات، مخلفة آلاف القتلى والمصابين، وملايين النازحين داخل وخارج البلاد.
وأشارت منظمات الإغاثة الدولية، أن أكثر من 25 مليون سوداني باتوا بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية العاجلة، في وقت تواجه فيه وكالات الإغاثة تحديات أمنية ولوجستية تحول دون وصول الإمدادات.
الانهيار الاقتصادي بلغ مستويات غير مسبوقة، مع انهيار العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم بشكل جنوني؛ ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية والوقود.
كما شلّت الحرب قطاعات التعليم والصحة والخدمات الأساسية، وأصبح ملايين الأطفال خارج المنظومة التعليمية.
على الصعيد السياسي، لا تلوح في الأفق أي بوادر لحل قريب، وسط حالة من الجمود في الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار والعودة لمسار الانتقال الديمقراطي، في حين يحذر مراقبون من تحول السودان إلى ساحة صراع إقليمي ممتدة، قد تُنذر بتداعيات خطيرة على أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي بأكملها.
ويرى محللون، أن بقاء الوضع على ما هو عليه قد يقود البلاد إلى مزيد من التفكك والانهيار، ما لم يُحرز اختراق سياسي سريع يوقف نزيف الدم السوداني.
وحذر المحلل السياسي السوداني الدكتور عبد الرحمن بابكر من خطورة الأوضاع الراهنة في السودان، مؤكدًا أن البلاد تقف اليوم على "أخطر منعطف في تاريخها الحديث" في ظل الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وغياب أي أفق سياسي أو مبادرة فعالة لإنهاء الصراع.
وقال بابكر -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، ما يجري في السودان الآن ليس مجرد نزاع مسلح بين طرفين، بل هو حرب شاملة تمزق النسيج الوطني وتهدد بتمزيق الدولة إلى كيانات متنازعة"، مضيفًا أن ما يزيد المأساة هو التدهور الإنساني الكبير وتجاهل المجتمع الدولي لما يحدث.
وأشار المحلل السياسي، أن "الخراب طال كل شيء، من المؤسسات إلى البنية التحتية، مرورًا بالاقتصاد والخدمات الأساسية، في وقت أصبح فيه ملايين السودانيين بين نازح ولاجئ، يعانون الجوع والمرض وانعدام الأمن". وحمّل بابكر المسؤولية للقيادات المتصارعة التي وصفها بأنها "منفصلة عن معاناة الشعب".