تضافرت فيها كافة مُؤسَّسات الدولة.. خطة مصر لمواجهة فيروس

تضافرت فيها كافة مُؤسَّسات الدولة.. خطة مصر لمواجهة فيروس
صورة أرشيفية

في ظل انتشار فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19"، ومواجهة العالم أجمع له بقوة وعبر العديد من القرارات الاحترازية الاستثنائية، اتخذت مصر عدة خطوات قبل ظهوره فيها، كانت موضع إشادات وترحيب عالمي.


وسبق أن أشادت منظمة الصحة العالمية بذلك، حيث رحب ممثلها في مصر الدكتور جون جبور، بالخطة الاحترازية التي تطبقها البلاد للتصدي لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، مؤكدا نجاح مصر في اكتشاف حالة الإصابة الأولى وكفاءة الإجراءات الطبية والوقائية التي تم التعامل بها مع الحالة حتى تمام التعافي.


وأشار إلى أن مصر تعتبر من أولى الدول التي وضعت خطة وقائية للتصدي لفيروس كورونا المستجد، مشيدا بشفافية الحكومة بالإبلاغ الفوري عن الحالة لمنظمة الصحة العالمية وأمدتها ببياناتها الوبائية، مما يسهم في دراسة وبائيات المرض في العالم.

إجراءات مصر


تتبنى مصر خطة ضخمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، بدأت قبل ظهور حالات بها، وازدادت متانتها بعد وجود حالات لمنع تفشيه، حيث كان أولها الكشف على الركاب بالمطارات، بالإضافة لإعادة المصريين في الصين، حرصا على سلامتهم، ووضعهم تحت الحجر الصحي لحين الاطمئنان عليهم.


بينما قررت وزارتا التعليم والتعليم العالي تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، وإلغاء التجمعات العامة الكبيرة، ووقف مباريات الدوري المحلي لكرة القدم لمدة 14 يوما.


الحالة الأولى المصابة بالفيروس كانت لسائح بالغردقة، والثانية لراكبة على مركب نيلي بالأقصر، لذلك اتخذت القاهرة إجراءات لطمأنة السياح، بأن خضع مئات من السائحين والعاملين في مجال السياحة لاختبارات الكشف عن الفيروس، وجرى تطهير مرافق الفنادق والسفن السياحية في مدينتي الأقصر وأسوان.

100 مليار جنيه 


بينما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تخصيص تمويل بقيمة 100 مليار جنيه مصري من أجل خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد".


وأمر برفع درجة الاستعداد والجاهزية، من خلال التعاون والتنسيق بين كل الجهات المعنية بالدولة، فضلا عن العمل على الاكتشاف المبكر لأي حالات مشتبهة.
كما وجه السيسي بتدشين بحملات توعية للمواطنين للإرشاد وتوفير المعلومات الدقيقة، وكذلك تشديد الرقابة الصحية، وفقا لأعلى المعايير، على منافذ الدخول للبلاد.


بينما كلف الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بالتوجه إلى الصين، حيث حملت معها رسالة تضامن من السيسي، واصطحبت شحنة من المستلزمات الطبية الوقائية، لتبادل الخبرات بين البلدين بشأن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.


وقالت "زايد": إن الصين قدمت لمصر الوثائق الفنية للإجراءات الاحترازية التي قامت بها الحكومة الصينية للسيطرة على فيروس كورونا المستجد، بالإضافة لإهداء مصر ألف جهاز كاشف لفيروس كورونا المستجد.

تعليق الطيران وغلق المحالّ


وقبل 4 أيام، قرر مجلس الوزراء تعليق رحلات الطيران الخارجية حتى 31 مارس الجارى، لمنع انتشار فيروس كورونا، ليتماشى مع واقع التطورات العالمية والإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس "كورونا".


وبعد 48 ساعة، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرارا بغلق المطاعم والمقاهي والكافيتريات والكافيهات والكازينوهات والملاهي والنوادي الليلية والمراكز التجارية من 7 مساء إلى 6 صباحًا حتى 31 مارس، باستثناء خدمات توصيل الطلبات للمنازل، المخابز، ومحالّ البقالة، والصيدليات، والسوبر ماركت سواء المتواجدة بالمراكز التجارية أو خارجها.

المساجد والكنائس


ومن ناحيتها، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، تعليق العمل بجميع دور المناسبات التابعة للوزارة وحظر إقامة العزاء أو عقد القران بالمساجد لحين إشعار آخر، وقصر العمل بالمساجد على الصلاة وخطبة الجمعة وبما لا يزيد عن 15 دقيقة في وقت الخطبة، في بداية الأمر.

الجيش يواجه "كورونا"


بينما كان للجيش المصري أيضاً دور في تلك المواجهة الضخمة، حيث أعلن العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، أن القوات المسلحة أسهمت في تعقيم جامعتَيْ عين شمس والأزهر، كما تم تكليف إدارة الحرب الكيماوية بتطهير الأماكن التي تشهد تجمعات كبيرة من المواطنين لمواجهة فيروس "كورونا".


وأوضح الرفاعي أن هناك خطة من القوات المسلحة لتطهير كافة مؤسسات الدولة للحد من انتشار الفيروس، مشدداً على أن القوات المسلحة تسخر كافة إمكانياتها لخدمة المواطنين في جميع الأزمات.

حزمة قرارات جديدة


بينما شهد اليوم، إصدار عدة مؤسسات لحزمة قرارات جديدة، حيث قرر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إيقاف صلاة الجماعة والجمعة مؤقتا في كل المساجد على مستوى الجمهورية، حرصا على سلامة المصلين ولمدة أسبوعين لحين وقف انتشار الوباء، وانطلاقا من القاعدة الشرعية صحة الأبدان مقدمة على صحة العبادات.


كما أمر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بإيقاف صلاة الجماعة والجمعة مؤقتا في الجامع الأزهر، حرصا على سلامة المصلين لمدة أسبوعين، لحين وقف انتشار الوباء، وانطلاقا من القاعدة الشرعية صحة الأبدان مقدمة على صحة العبادات.


ومن ناحيتها، قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غلق جميع الكنائس، وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة، وجاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الدائمة للمجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثاني اجتمعت صباح اليوم؛ لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس "كورونا" المستجد.


وأكدت أن ذلك يأتي حفاظا على أبناء مصر جميعا، لذلك تم غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة، وغلق قاعات العزاء واقتصار أي جنازة على أسرة المتوفى فقط، على أن تقوم كل إبراشية بتخصيص كنيسة واحدة للجنازات وتمنع الزيارات إلى جميع أديرة الرهبان والراهبات، من اليوم السبت 21 مارس ولمدة أسبوعين من تاريخه، ولحين إشعار آخر.

غلق جميع المتاحف والمواقع الأثرية


بينما قرر المجلس الأعلى للآثار، غلق جميع المتاحف والمواقع الأثرية على مستوى الجمهورية، ابتداء من صباح بعد غد الإثنين الموافق 23 مارس وحتى 31 مارس 2020 وذلك للتعقيم والتطهير وتطبيق إجراءات السلامة والوقاية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ووفقا للمعايير العالمية، وذلك استمرارا في تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.