ترقب اجتياح رفح.. معاناة وخوف المواطنين على جانبي الحدود

معاناة وخوف المواطنين على جانبي الحدود في رفح

ترقب اجتياح رفح.. معاناة وخوف المواطنين على جانبي الحدود
صورة أرشيفية

ترقب وتخوف في قطاع غزة بعد تهديدات مثيرة من الجانب الإسرائيلي لاقتحام مدينة الرفح، المكان الأخير في قطاع غزة الذي لم تقتحمه القوات الإسرائيلية، والذي يقطنه ما يقرب من 2 مليون مواطن نازحين من الشمال.

ومع التهديدات تثير بشكل واضح مخاوف بعدما هددت حركة حماس إسرائيل بالرد في حال اقتحام مدينة رفح؛ مما يثير خوفاً على الأرواح المتواجدة بالمدينة، وسط سعي أممي لإثناء حكومة نتنياهو عن قرارها باقتحام غزة.

رعب النازحين  

ويعيش النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، رعبًا وترقبًا مع اقتراب اجتياح إسرائيلي بري متوقع للمدينة، حيث يتكدس أكثر من 2 مليون شخص في رقعة صغيرة، في خيام أو بالقرب من ملاجئ، أقامتها منظمات غير حكومية. 

وقد نشرت إسرائيل تعزيزات عسكرية شملت المدفعية وناقلات جند مدرعة حول قطاع غزة، وتم استدعاء لواءين من قوات الاحتياط، في مؤشر محتمل على الاستعداد لهجوم بري محتمل على رفح.

محاولات أممية لمنع الاقتحام  

ويصر المجتمع الدولي على حماية المدنيين، وهو ما يدل على الخلاف الإسرائيلي الأمريكي، وهو ما رد عليه نتنياهو بإنه في حال لم توافق أمريكا على الاقتحام سيتم، مؤكدًا بإن الجيش الإسرائيلي مستعدًا للاقتحام.  

وقبيل الحرب كانت مدينة رفح تضم 250 ألف نسمة، وقفز العدد إلى نحو 2 مليون بعد إجبار الاحتلال لكثير من سكان مدن شمال ووسط غزة للتوجه نحو رفح. 

وبعد اندلاع الحرب في غزة، أبلغت إسرائيل الفلسطينيين المقيمين في شمال غزة بوجوب الانتقال إلى "مناطق آمنة" في الجنوب، على غرار رفح، لكن القصف لم يتوقف في مختلف أنحاء القطاع. 

مرارًا وتكرارًا، يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعملية عسكرية في مدينة رفح، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق أهداف الحرب في غزة والإبقاء على 4 كتائب لحماس في المدينة، وفق بيان لمكتبه في فبراير الماضي. 
 
ويقول الباحث السياسي أيمن الرقب: إن إسرائيل ستقوم باقتحام مدينة رفح، وذلك له عدة دلالات واضحة، وأبرزها حماية نتنياهو نفسه من خطر المحاكمة وإنهاء الحرب، حيث الداخل الإسرائيلي حتى الآن لا يريد اقتحام مدينة رفح ويريد عودة الرهائن لدى حماس.

وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هناك رأيًا في إسرائيل بأن رجال حماس يختبؤون وراء سكان رفح، وأغلب الناس في قطاع غزة قلبًا وقالبًا مع الحركة، ولكن يوجد في قطاع غزة 2.5 مليون فلسطيني بينهم من ينتمي لحماس وآخرين ينتمون لتنظيمات مختلفة، لكن الغالبية العظمى بلا انتماء سياسي وغير منضمين لأي تنظيم، وهم مواطنين فلسطينيين. 
 
بينما يشير الباحث السياسي سلمان شيب، أن السلطة الفلسطينية تخلت عن سكان القطاع الذين وجدوا أنفسهم ضحية الانقسام الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح من جانب، وإسرائيل من جانب آخر، ومع ذلك تريد إسرائيل زيادة معاناة الشعب الفلسطيني باقتحام مدينة رفح ومقاومة حركة حماس يجعل هناك مجزرة، وبالتالي لابد من توافق دولي لمنع إسرائيل من اقتحام المدينة.  

وأشار شيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن التفاوض المرتقب في القاهرة والدوحة سيركز على مسائل فنية محددة، دون التطرق إلى قضايا جديدة أو توسيع نطاق التفاوض لموضوعات لم يجر التطرق إليها مسبقًا، والوسطاء لديهم إرادة قوية من أجل التوصل إلى اتفاق وشيك، رغم ما يكتنف عملية التفاوض من صعوبات وتصلب في مواقف الأطراف أحيانًا، ومع اجتياح رفح قد يهد ذلك التفاوض نهائيًا لإنزعاج مصر وتضررها من الاقتحام.