محلل سياسي : جنوب لبنان أصبح جبهة مفتوحة وتهديد للتوازن الإقليمي
محلل سياسي : جنوب لبنان أصبح جبهة مفتوحة وتهديد للتوازن الإقليمي
تصاعدت التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث تحوّلت مناطق جنوب لبنان إلى جبهة ساخنة قد تمهد لتصعيد عسكري جديد، بعد فترة من الهدنة الهشة بين إسرائيل وحزب الله.
ما يجري على الأرض
شنّت إسرائيل هجمات جوية على عدة مواقع في جنوب لبنان، مستهدفة مخازن ذخيرة تابعة لحزب الله في قرى مثل طيردبا والكفر دونين وعيتا الجبل، القوات اللبنانية والجيش أدانوا هذه الغارات واعتبروها انتهاكًا للهدنة وللقرار الأممي 1701، فيما أكدت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أنها رصدت هذه الغارات ودعت إلى وقف الانتهاكات فورًا لتجنب انزلاق الوضع إلى حرب مفتوحة.
لماذا تعتبر جنوب لبنان جبهة جديدة؟
رغم وجود الهدنة منذ نوفمبر 2024، فإن الغارات المتكرّرة من إسرائيل تظهر أنها تعتبر جنوب لبنان منطقة نشطة لوجود بنى عسكرية لحزب الله.
الجانب اللبناني يرى أن هذه التحركات تمثل ضغطًا مستمرًا وقد تمهّد لصراع أوسع، ما يغيّر طبيعة الهدنة الهشة ويحوّل الجنوب إلى ساحة صراع محتملة.
كما أن الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة والتحركات العسكرية قرب الحدود يزيد من احتمالية التصعيد.
الأبعاد السياسية والأمنية
إسرائيل تصر على أنها ستتخذ إجراءات استباقية ضد أي تهديد من حزب الله، بينما لبنان يواجه تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على الهدنة وإدارة الضغط الداخلي بسبب الانتهاكات الإسرائيلية، الأمر الذي قد يضعف المؤسسات اللبنانية أمام النفوذ العسكري لحزب الله.
المجتمع الدولي أعرب عن قلقه من احتمال تحول الوضع إلى مواجهة شاملة قد تهدد الاستقرار في المنطقة.
المخاطر المحتملة
استمرار الغارات أو الردود العسكرية قد يؤدي إلى مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله، تشمل البر والجو والبحر. المدنيون في قرى الجنوب يواجهون تهديدًا مباشرًا، مع تكرار الدمار والخوف من التصعيد.
ضعف تطبيق القرار الأممي 1701 يعرض جنوب لبنان لانتهاكات متكررة قد تؤثر على الاستقرار طويل الأمد.
جنوب لبنان اليوم ليس مجرد حدود بين دولتين، بل أصبح جبهة متجددة للتوترات، حيث كل غارة وكل تحرك عسكري قد يحوّل الهدنة الهشة إلى صراع مفتوح، مع تداعيات إنسانية وأمنية وسياسية كبيرة، مما يجعل المنطقة على شفير أزمة جديدة.
وقال المحلل السياسي اللبناني، الدكتور سامر الزهراني: إن التطورات الأخيرة في جنوب لبنان تمثل مؤشراً خطيراً على تحوّل المنطقة إلى جبهة صراع مفتوحة لإسرائيل، محذرًا من أن استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع حزب الله قد يقود إلى تصعيد أوسع يهدد الاستقرار الإقليمي.
وأضاف الزهراني -للعرب مباشر-: أن إسرائيل ترى جنوب لبنان منطقة استراتيجية لا يمكن تركها دون مراقبة مستمرة، مشيرًا إلى أن الهجمات الجوية المتكررة تستهدف ما تصفه بالمخازن والبنى العسكرية لحزب الله، لكنها في الوقت نفسه تعرض المدنيين للخطر وتزيد من معاناة السكان المحليين.
وأشار المحلل اللبناني إلى أن هذا التحرك الإسرائيلي يضع الجيش اللبناني والقوى السياسية أمام تحديات كبيرة، حيث يجب الموازنة بين الحفاظ على الهدنة الدولية وحماية السيادة الوطنية، مع تجنب الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة قد تؤدي إلى أزمة إنسانية كبرى.
وأكد الزهراني، أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على جميع الأطراف لوقف الانتهاكات، مشددًا على أن أي تصعيد قد ينعكس سلباً على لبنان بأسره، ويزيد من هشاشة الوضع الأمني والسياسي في المنطقة.
وأوضح المحلل، أن جنوب لبنان لم يعد مجرد حدود، بل أصبح منطقة متفجرة سياسياً وعسكرياً، وأن أي خطأ أو تصعيد إضافي قد يفتح الباب لصراع طويل الأمد بين إسرائيل وحزب الله، مع انعكاسات واضحة على استقرار لبنان والمنطقة بأسرها.

العرب مباشر
الكلمات