رسائل ترامب الخفية لإيران وتناقض التصريحات الأمريكية.. ماذا حدث بعد قصف المنشآت النووية؟
رسائل ترامب الخفية لإيران وتناقض التصريحات الأمريكية.. ماذا حدث بعد قصف المنشآت النووية؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية ضد منشآت نووية إيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، قد أسفرت عنما وصفه بـ"دمار هائل"، مؤكدًا أن استخدامه لعبارة "الإبادة الكاملة" للمواقع النووية الإيرانية هو وصف دقيق رغم أن التقييم الرسمي لحجم الأضرار لم يكن قد اكتمل بعد.
وفي منشور على منصات التواصل الاجتماعي، أوضح ترامب أن المواقع المستهدفة تعرضت لضربات مباشرة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 وصواريخ كروز من طراز توماهوك، وقال: "الضرر الأكبر كان تحت الأرض. لقد أصبنا الهدف بدقة"
رسائل ترامب الخفيه
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد أثارت تصريحات ترامب بشأن احتمال حدوث تغيير في النظام الإيراني موجة من الجدل، خصوصًا بعد قوله: إن قادة إيران إذا لم يستطيعوا "جعل إيران عظيمة من جديد" فربما يكون مصيرهم الزوال.
وتابعت، أن هذه التصريحات تجاوزت بكثير ما صدر عن كبار مسؤولي إدارته، إذ أكد وزير الدفاع بيت هيغسث، أن العملية "لم تكن وما تزال تهدف إلى تغيير النظام"، بل كانت "عملية دقيقة" تستهدف البرنامج النووي الإيراني.
أما نائب الرئيس جاي دي فانس، فقد صرح بأن الولايات المتحدة "ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي"، بينما قال وزير الخارجية ماركو روبيو: إن واشنطن "لا تسعى إلى حرب في إيران".
وتابع: إن الولايات المتحدة لم تدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وأن إيران ما تزال قادرة على إنتاج عشرات القتابل النووية.
إيران تتهم واشنطن
واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الضربات الأمريكية كشفت أن واشنطن تقف "بشكل كامل" خلف الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد بلاده، وتعهد برد قريب.
وما يزال مسؤولو البنتاغون بصدد تقدير حجم الأضرار الناجمة عن العملية، المعروفة باسم "مطرقة منتصف الليل".
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين: إن من غير الواضح ما إذا كانت إيران تحتفظ بجزء من قدراتها النووية، وتجنب استخدام المصطلحات التصعيدية التي استخدمها الرئيس.
وفي السياق ذاته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي: "في الوقت الحالي، لا أحد – بما في ذلك الوكالة – يمكنه تقييم الأضرار تحت الأرض في منشأة فوردو".
رحلات إجلاء وتحذيرات من هجمات إلكترونية
وتابعت الصحيفة، أنه بالتزامن مع هذه الضربات غير المسبوقة، امتدت تداعيات الأزمة إلى عموم الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.
وسارعت شركات الطيران لتقديم مساعدات لآلاف المسافرين العالقين، بينما نظمت بعض الدول رحلات إجلاء لرعاياها.
كما أصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية نشرة تحذيرية من هجمات إلكترونية وأعمال عنف محتملة داخل البلاد، بما في ذلك جرائم كراهية معادية للسامية.
وأشارت الوزارة إلى عدم وجود تهديدات محددة وموثوقة على الأراضي الأمريكية، لكنها أكدت أن "البيئة الأمنية المتوترة" ستستمر طوال الصيف.
ارتفاع أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط بشكل مفاجئ صباح الإثنين، وسط مخاوف من أن تحاول إيران إلحاق ضرر اقتصادي بالولايات المتحدة عبر إغلاق مضيق هرمز، وهو ممر مائي استراتيجي تمر عبره أكثر من خمس الإمدادات النفطية العالمية.
وذكرت وكالة "رويترز"، أن البرلمان الإيراني وافق مبدئيًا على إغلاق المضيق، رغم أن القرار النهائي يعود للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
من جهته، دعا الوزير روبيو الحكومة الصينية إلى الضغط على طهران بهذا الشأن، قائلاً: "أنصح بكين بأن تتحدث إلى الإيرانيين، لأن اعتمادهم على مضيق هرمز كبير جدًا".
موسكو تدخل على خط الأزمة
وفي تحرك دبلوماسي لافت، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو، صباح الإثنين، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول "التهديدات المشتركة".
وكان عراقجي قد أكد -في وقت سابق- أنه لا عودة إلى المسار الدبلوماسي قبل أن ترد بلاده على الهجوم الأمريكي.
وأضاف: "الولايات المتحدة أظهرت أنها لا تحترم القانون الدولي، ولا تفهم سوى لغة التهديد والقوة".
فرنسا وأستراليا والفلبين تبدأ إجلاء مواطنيها
ضمن إجراءات الإجلاء التي بدأت منذ نهاية الأسبوع، أعلنت فرنسا يوم الأحد أنها سترسل طائرات عسكرية إلى إسرائيل لنقل رعاياها إلى قبرص، إذ يقيم نحو 250 ألف فرنسي في إسرائيل، وتلقى فريق الأزمة بوزارة الخارجية الفرنسية أكثر من 4500 اتصال خلال الأسبوع الماضي.
كما تبدأ الفلبين، الإثنين، إجلاء أول مجموعة من رعاياها، معظمهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية في إسرائيل.
وتشير التقديرات، أن 30712 فلبينيًا يعيشون ويعملون في إسرائيل، و1180 في إيران.
وطلب 223 من الموجودين في إسرائيل و8 في إيران العودة إلى وطنهم بعد الهجمات، بحسب وسائل إعلام محلية.
وفي أستراليا، ارتفع عدد المواطنين الذين طلبوا المساعدة للإجلاء من الشرق الأوسط إلى 3800 شخص، بينهم 2600 في إيران 1200 في إسرائيل.
وأكدت الحكومة، أنها أرسلت طائرتين عسكريتين إلى المنطقة لدعم جهود الإجلاء المدني.
إلغاء رحلات جوية
وفي ظل الفوضى المتصاعدة، أعلنت شركة "إير فرانس – كيه إل إم" إلغاء رحلاتها من وإلى دبي والرياض يومي الأحد والإثنين.
كما ألغت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها من وإلى دبي والدوحة الأحد، وأشارت في بيان مساء ذلك اليوم، أنها ما تزال تراجع الوضع بالنسبة للرحلات القادمة.
وأصبح المسار الجوي عبر الشرق الأوسط أكثر أهمية بعد أن أغلقت الأجواء فوق أوكرانيا في أعقاب الحرب هناك؛ مما جعل المنطقة بديلاً رئيسيًا للربط بين أوروبا وآسيا.