خبراء فلسطينيون: العودة إلى غزة مؤشر على جدية وقف النار وتحديات إعادة الإعمار
خبراء فلسطينيون: العودة إلى غزة مؤشر على جدية وقف النار وتحديات إعادة الإعمار

بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالعودة صباح اليوم إلى مدينة غزة من مناطق الجنوب، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، دون تعرضهم لإطلاق النار، وذلك ضمن المرحلة الأولى من الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من مواقع تمركزه داخل القطاع.
ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن عملية الانسحاب تتم وفق الخطة التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتشمل إعادة انتشار قوات الاحتلال في مناطق محددة داخل غزة، بعد مفاوضات غير مباشرة استضافتها مدينة شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر وتركيا وبرعاية أمريكية، وأسفرت عن اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وكشفت الساعات الأولى من الانسحاب عن دمار واسع ومروع خلفه الاحتلال في مختلف مناطق مدينة غزة، حيث سُويت أحياء كاملة بالأرض، في حين عاد المواطنون إلى منازلهم ليجدوا معظمها مدمّرًا بالكامل، مما يضاعف التحديات الإنسانية أمام السكان في ظل أزمة السكن والخدمات الأساسية.
وفي إطار السلامة العامة، حدد الجيش الإسرائيلي أن المرور من الجنوب إلى الشمال سيكون عبر شارعي صلاح الدين والرشيد فقط، محذرًا المدنيين من استخدام طرق فرعية لم تُفحص بعد لضمان سلامتهم.
ويأتي هذا التطور بعد شهور من التوتر العسكري المستمر، ويشكل اختبارًا حقيقيًا لنجاح الاتفاقية، وسط ترقب دولي لمتابعة التزامات الأطراف وتثبيت الهدنة، وإعادة الحياة تدريجيًا إلى المواطنين الذين عانوا من آثار الحرب المباشرة على المدنيين والبنية التحتية.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. سامي الخطيب إن عودة عشرات الآلاف من النازحين إلى مدينة غزة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ تشكل فرصة حقيقية لتثبيت الهدنة وإعادة استقرار الحياة اليومية في القطاع.
وأوضح الخطيب في تصريحات للعرب مباشر ، أن الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من مواقع تمركزه في مناطق الجنوب، مع تحديد المرور عبر شارعي صلاح الدين والرشيد، يعكس التزامًا جزئيًا من الاحتلال بآليات الاتفاق، لكنه شدد على أن التحديات ما زالت كبيرة، لا سيما في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة ومنازل المدنيين التي طالتها الدمار.
وأشار المحلل إلى أن المرحلة القادمة حساسة سياسيًا وأمنيًا، إذ ستشهد متابعة دقيقة من المجتمع الدولي لضمان التزام الأطراف بالاتفاق، واعتبر أن الدور المصري والأممي سيكون محوريًا في دعم جهود إعادة الإعمار وتثبيت الهدنة.
وأكد الخطيب أن نجاح هذه المرحلة سيحدد مستقبل أي مفاوضات لاحقة، ويشكل مؤشرًا مهمًا على قدرة الفلسطينيين على العودة التدريجية إلى حياتهم الطبيعية بعد سنوات من النزوح والمعاناة.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. يوسف الزعبي إن عودة النازحين الفلسطينيين إلى مدينة غزة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ يمثل خطوة مهمة نحو تثبيت الهدنة وإنهاء معاناة المدنيين.
وأوضح الزعبي - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - أن الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية، مع الالتزام بالمسارات المحددة عبر شارعي صلاح الدين والرشيد، يعكس رغبة الاحتلال في تطبيق الاتفاق، لكنه حذر من أن الكثير من المناطق المدمرة بحاجة إلى إعادة تأهيل عاجلة لضمان عودة آمنة ومنظمة للمدنيين.
وأشار المحلل إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد ضغطًا دوليًا على الأطراف للالتزام الكامل بالهدنة، مؤكّدًا أن الدعم الإقليمي والدولي، خصوصًا من مصر وقطر وتركيا، سيكون حاسمًا في تسهيل عمليات الإعمار وتخفيف معاناة السكان.
وأضاف الزعبي أن نجاح العودة التدريجية للنازحين سيساهم في خلق مناخ إيجابي للتفاوض مستقبلاً حول قضايا حيوية مثل إعادة البناء وملف الأسرى، مؤكدًا أن مراقبة المجتمع الدولي لتطبيق الاتفاق سيكون مؤشرًا مهمًا على استدامة السلام في القطاع.