موسكو تتهم كييف بعرقلة السلام قبيل قمة أمريكية أوكرانية حاسمة

موسكو تتهم كييف بعرقلة السلام قبيل قمة أمريكية أوكرانية حاسمة

موسكو تتهم كييف بعرقلة السلام قبيل قمة أمريكية أوكرانية حاسمة
لافروف

صعّدت روسيا من لهجتها السياسية تجاه أوكرانيا مع اقتراب انعقاد القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، متهمة كييف بمحاولة التهرب من الدخول في مفاوضات جادة لإنهاء الحرب.

وجاءت هذه الاتهامات قبل اجتماع يُنتظر أن يجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأحد، في توقيت بالغ الحساسية على مسار الصراع المستمر منذ سنوات، وفقًا لما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

لافروف يتهم كييف بإطالة أمد الحرب

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن أوكرانيا تركز على تحسين وضعها العسكري في ساحة المعركة بدل الاستعداد لمحادثات مع واشنطن تهدف إلى التوصل إلى اتفاقات مستقرة تعالج ما تصفه موسكو بالأسباب الجذرية للنزاع. 

واعتبر لافروف، أن هذه المقاربة تعكس رفضًا عمليًا للتسوية السياسية، مشيرًا إلى أن المطالب الروسية المطروحة تهدف إلى إنهاء الصراع من جذوره.

أوروبا في مرمى الاتهام الروسي

وجّه لافروف اتهامات مباشرة للدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي، معتبرًا أنهم باتوا العقبة الرئيسية أمام تحقيق السلام منذ تغيير الإدارة الأمريكية. 

وأوضح، أن الدول الأوروبية تعمل مع أوكرانيا على إدخال تعديلات على خطة السلام التي اقترحها ترامب، بما يسهم في عرقلة أي تسوية محتملة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية الرسمية.

لقاء زيلينسكي وترامب وخطة السلام ذات العشرين نقطة
من المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مدينة ميامي، حيث يسعى زيلينسكي إلى تثبيت تفاصيل خطة سلام من عشرين نقطة جرى إعدادها بالتعاون مع واشنطن، على أن تُعرض لاحقًا على الجانب الروسي كإطار لإنهاء الحرب.

مخاوف أوكرانية من تشدد روسي

أبلغ زيلينسكي قادة أوروبيين، خلال اتصال هاتفي، أنه لا يتوقع أن تتراجع موسكو عن مطالبها القصوى أو أن توافق على الخطة الأوكرانية، إلا أنه يأمل في أن تكثف الولايات المتحدة ضغوطها السياسية والاقتصادية على روسيا لدفعها نحو التفاوض الجاد.

مقترح منطقة منزوعة السلاح وضمانات أمنية

أوضح الرئيس الأوكراني، أن بلاده مستعدة لسحب قواتها من خطوط المواجهة في حال أقدمت روسيا على خطوة مماثلة، بهدف إنشاء منطقة منزوعة السلاح تخضع لرقابة دولية. 
وشدد على أن أي خطوة من هذا النوع يجب أن تقترن بضمانات أمنية واضحة وموثوقة تحدد بدقة التزامات حلفاء كييف في حال خرق موسكو لأي اتفاق مستقبلي.

شروط أوكرانية للتمويل والدفاع والتنازلات الإقليمية

طالب زيلينسكي بضمان تمويل مستقر للقوات المسلحة الأوكرانية واستمرار دعم أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك وجود عسكري أوروبي داخل أوكرانيا.

 كما أكد أن بلاده لا يمكن أن توافق على التنازل عن الأراضي المحتلة لصالح روسيا إلا عبر استفتاء يُجرى في ظروف سلمية وآمنة وتحت رقابة دولية.

محطة زابوريجيا النووية تحت الإدارة الدولية

دعا زيلينسكي إلى وضع محطة زابوريجيا النووية، القريبة من خطوط القتال، تحت إدارة دولية، مع تقاسم إنتاج الكهرباء بين جانبي الجبهة، في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر الأمنية وضمان استمرار الإمدادات الحيوية.

رفض روسي مسبق لأي تعديلات

أشارت موسكو إلى أنها ترفض مسبقًا أي تعديلات تقترحها أوكرانيا على خطة السلام الأولية التي طرحها ترامب، والتي جرى إعدادها في الخريف الماضي بمشاركة روسية واسعة، ما يعكس عمق الفجوة بين مواقف الطرفين.

بوتين يلوّح بالتصعيد العسكري

في موازاة التحركات الدبلوماسية، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتديًا الزي العسكري في أحد مراكز القيادة، متحدثًا عن ما وصفه بنجاحات قواته على الجبهات. 

وأكد أن الغرب يعرض على كييف شروطًا يراها مناسبة لضمان أمن أوكرانيا على المدى الطويل، تشمل استعادة العلاقات مع روسيا وإنعاش الاقتصاد الأوكراني.

تحذير روسي من فشل التسوية

حذّر بوتين من أن رفض أوكرانيا لهذه الشروط سيقابل بإصرار روسي على تحقيق أهداف الحرب عسكريًا، مشددًا على أن موسكو مستعدة لمواصلة القتال إذا لم يتم التوصل إلى تسوية تتوافق مع رؤيتها للأمن والاستقرار في المنطقة.