مراكش آمنة.. كيف تسعى المغرب لدعم قطاع السياحة في البلاد بعد الزلزال؟

تسعى المغرب لدعم قطاع السياحة في البلاد بعد الزلزال

مراكش آمنة.. كيف تسعى المغرب لدعم قطاع السياحة في البلاد بعد الزلزال؟
صورة أرشيفية

منذ وقوع الزلزال في المغرب، وتواصل البلاد على قدم وساق العمل على عودة انتعاشة قطاع السياحة في البلاد، حيث تعد السياحة في المغرب من أهم القطاعات التي يقوم عليها اقتصاد البلاد.

وخلال الآونة الاخيرة، شهدت السياحة في المغرب انتعاشا كبيرا بعد جائحة كورونا؛ إذ ساهمت في 8% من الاقتصاد، ووفقا لمرصد السياحة، فقد استقبلت البلاد في الفترة ما بين يناير ويونيو من هذا العام 6.5 مليون زائر.

وأودى الزلزال الذي ضرب المغرب بحياة الآلاف وخلّف العديد من المشردين، بما في ذلك العمال في قطاع السياحة، الذين ينامون في قاعات احتفالات فارغة في الفنادق.

تأثير الزلزال على السياحة

وبينما انخفضت حجوزات الفنادق هذا الشهر، إلا أنها أصبحت بالفعل تتجه نحو الإيجابية لشهر أكتوبر وما بعده في المراكز السياحية مثل مراكش، على بعد 50 ميلاً من المناطق الأكثر تضرراً.

وتستعد فنادق مراكش لتعزيز الأعمال التي تشتد الحاجة إليها من الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الشهر المقبل.

"ويسعى العديد من المغربيين لإعادة الحياة إلى طبيعتها بقدر المستطاع، وذلك من خلال طهي مئات الوجبات يومياً وتوفير الإمدادات.

فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمدينة مراكش تظهر عودة الحياة إلى طبيعتها، في ظل الاعتقاد بأن مراكش تعرضت لأضرار بالغة، حيث يعتقد الناس أن مراكش دمرت، وتعتبر مراكش، وجهة سياحية تاريخية وشعبية، المدينة الكبيرة الأكثر تأثرا، حيث يبلغ عدد سكانها 840 ألف نسمة.

وشعر بالزلزال سكان عدة مدن مغربية أخرى من بينها الدار البيضاء وأكادير والصويرة والرباط، كما شعرت به الجزائر والبرتغال، وتأثر ما لا يقل عن 380 ألف شخص.

استمرار ازدهار صناعة السياحة 

وقد ساهمت مبادرة مشتركة مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة والمكتب الوطني للسياحة وعدد من خبراء السياحة في طمأنة مجتمع السياحة الدولي بأن المغرب يظل منفتحا أمام الأعمال التجارية وملتزما بتزويد جميع الزوار بتجربة ممتعة.

وبمساعدة رؤساء المجالس الجهوية للسياحة في جميع أنحاء البلاد، اجتمع محترفون من الاتحاد الوطني للسياحة، بما في ذلك أصحاب الفنادق ووكلاء السفر وأصحاب المطاعم والمرشدون السياحيون، لتقديم رسالة موحدة في مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ويسلط الفيديو الضوء على النجاح المستمر لصناعة السياحة في المغرب، وكيف يلتزم جميع العاملين في الصناعة بتزويد السياح بتجربة سفر رائعة.

ويظهر بدوره أن صناعة السياحة في البلد العلوي لا تزال تعمل بشكل طبيعي على الرغم من الزلزال الأخير الذي ضرب وسط المغرب ومنطقة الأطلس الكبير، وأن هناك التزاماً قوياً بالحفاظ على مستوى عالٍ من الخدمة والسلامة.

تدمير العديد من القرى والمنازل 

ويقول الباحث السياسي المغربي محمد بودن: في 8 سبتمبر، ضرب زلزال مدمر بقوة 6.8 درجة المغرب بعد الساعة 11 مساءً بقليل، حيث بلغ عمق الزلزال 11.5 ميلا، وكان مركز الزلزال على بعد 44 ميلا جنوب غربي مدينة مراكش قرب بلدة أداسيل بجبال الأطلس الكبير ولاية الحوز، مشيرا إلى أن هناك العديد من القرى الخلابة ولكن الصغيرة في الجبال، وقد تم تدمير العديد منها.

وأضاف في تصريحاته: أنه على الرغم من أن مراكش وتارودانت تتمتعان بمستويات أعلى من الثروة النسبية، فإن الزلزال "وقع في منطقة ريفية وجبلية في الغالب مع مستويات منخفضة من الثروة النسبية خاصة بالقرب من مركز الزلزال"، لافتا إلى أن هذه القرى الجبلية نائية للغاية ويصعب الوصول إليها بالمساعدات والموارد.

وأوضح بودن أن هذا الزلزال هو الأقوى الذي يضرب المغرب منذ 120 عاما على الأقل، كما أنه تم تسجيل مئات الهزات الارتدادية، وكان أعلى زلزال بقوة 5.9 درجة. ومن المتوقع أن تستمر الهزات الارتدادية في المستقبل المنظور.