سعيًا وراء إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وفتح أبواب جديدة نحو العالم تسعى دول الخليج لبدء الحوار مع روسيا نحو مستقبل العالم، في حوار إستراتيجي بين دول المجلس وروسيا.  

وتعتزم دول مجلس الخليج فتح محاور وآفاق جديدة نحو العالم، بداية من رؤية اللاخلاف خاصة وأن العلاقات الخليجية الروسية متميزة، منذ توقيع الجانبين على مذكرة التفاهم للحوار الإستراتيجي في نوفمبر عام 2011، واستمرارها إلى اليوم دلالة على سعي الجانبين نحو المضي قدماً لبناء علاقات قوية، تهدف لخدمة المصالح المشتركة للجانبين.

الاجتماع الوزاري المشترك السادس

ومؤخرا أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، أن الاجتماع الوزاري المشترك السادس للحوار الإستراتيجي بين دول المجلس وروسيا، الذي سيعقد غداً في موسكو، يسعى لتعزيز العلاقات بين الجانبين بما يخدم المصالح المشتركة.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، إن العلاقات الخليجية الروسية متميزة، منذ توقيع الجانبين مذكرة التفاهم للحوار الإستراتيجي في نوفمبر 2011، وأشار إلى أن استمرارها إلى اليوم يدل على سعي الجانبين نحو المضي قدماً لبناء علاقات قوية ووثيقة تهدف إلى خدمة المصالح المشتركة للجانبين على كافة الأصعدة والمجالات.

وخلال اللقاءات الماضية لم تتجاوز طاولة الاجتماعات لتخرج إلى فضاء العمل، وإن كان هناك شيء فإنه لا يرقى إلى تطلعات الجانبين، وعزم القيادات العليا وإرادتهم الحقيقية في التحرك تجاه بعضهما، ولا يتوازى مع حجم التحديات، ويكشف من جانب آخر عن العجز في توفير الآليات المحققة لتلك الإرادات.

العلاقات الروسية الخليجية 

وتطورت العلاقات الروسية الخليجية لتلعب دورا هاما في الوساطة خلال الأزمة الأوكرانية، خاصة فيما يتعلق بعمليات تبادل الأسرى بين موسكو وكييف، وفي إحدى صفقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والتي تدخل فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والأخرى تدخل فيها رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد.

كما زاد التعاون بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي في مختلف المجالات سواء الاقتصادية أو العسكرية أو غيرها من مجالات التعاون بينهم.

وتبادل المسؤولون من الجانب الروسي ومن دول الخليج الزيارات الدبلوماسية خلال الفترة الماضية بشكل مكثف، لتعزيز التعاون بينهم.

الموقف الجيوسياسي 

وبدوره، يقول رئيس المنتدى الخليجي فهد الشليمي، إن الموقف الجيوسياسي جعل دول الخليج تدخل مع شريكين آخرين غير الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهذا من قبل المناورة السياسية والمرونة والوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف المتخاصمة، خصوصا بعد الانقسام في الحرب الروسية الأوكرانية الأميركية الأوروبية، لذلك دول الخليج وجدت نفسها بين خيارين وخلقت هي الثالث.

وأضاف الشليمي في تصريحات لـ "العرب مباشر"، إن الخيارين إما أن تقف مع روسيا أو مع أميركا، مشيرا إلى أن دول الخليج عملت خيارين في الوقوف مع الاتحاد الأوروبي وأميركا وأوكرانيا في ترسيخ الشريعة الدولية ووقفت مع روسيا في الملف النفطي، وجعلت الصين أيضا أحد الخيارات المتوفرة والمتاحة.

وتابع الشليمي بالتالي إن دول الخليج بحثت عن مصالحها السياسية في تأكيد وتأطير الالتزام بالقانون الدولي وعدم الاعتداء وعلاقات حسن الجوار وهذا في الملف السياسي، أما عن الملف الاقتصادي فسعت دول الخليج لمراعاة مصالحها بالرغم من الضغوطات الأميركية أو الأوروبية، إلا أن السعودية سوف تقلص إنتاجها بوضع مليون برميل في اليوم، وروسيا كأكبر منتج للنفط خارج الأوبك بعشرة مليون برميل، وأضاف لا بد أن يتم التنسيق معها لذلك صارت هنا مجموعة "أوبك بلس" وروسيا بداخلها، مضيفا أعتقد أن هذا في سبيل الوقوف على مسافة واحدة لجميع الأطراف وأيضا من قبيل المناورة السياسية والحفاظ على توازن الإقليم الخليجي العربي ما بين روسيا وأوروبا وأميركا.

وتابع أن المصالح المشتركة مع روسيا منها أسعار النفط ووجود الروس في سوريا، علاقات الروس الجيدة مع إيران وأسعار الطاقة ووجود الشريك الروسي مع الأوبك بلس رفع حقيقة أسعار الطاقة وتخليص الإنتاج بمعدل ٣ دولارات يومياً. 

وفي السياق ذاته، علق الكثير من النشطاء على الحوار الخليجي الروسي، مشيرين إلى أن القمة الخليجية الرسية بنسختها السادسة تهدف لتوطيد العلاقات وتفعيل التعاون حسبما أوضح الناشط السياسي نوف الجاسر. 

وقال الناشط أبو عبد العزيز إن مجلس التعاون يعتزم الحوار الخليجي الروسي والذي سيعقد يوم الاثنين في موسكو لتعزيز العلاقات والمصالح المشتركة بين الطرفين.