كيف أصبحت زوجة البغدادي أقوى امرأة في داعش؟

أصبحت زوجة البغدادي أقوى امرأة في داعش

كيف أصبحت زوجة البغدادي أقوى امرأة في داعش؟
زوجة البغدادي

في عام 2019، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية نفذتها القوات الأمريكية في شمال غرب سوريا. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن زوجة البغدادي، التي تم اعتقالها قبل ذلك بأشهر، كانت لها دور حاسم في الكشف عن مكان وجوده وخططه. 

وكشفت زوجة البغدادي، التي تدعى أسماء فوزي القبيسي، عن تفاصيل حياتها مع زعيم داعش، وكيف أصبحت من أقوى النساء في التنظيم، وما هي الأسباب التي دفعتها إلى التعاون مع الاستخبارات التركية والأمريكية. 
 
 من هي أسماء فوزي القبيسي؟ 

أسماء فوزي القبيسي هي ابنة عم البغدادي، وزوجته الثانية من بين أربع زوجات. ولدت في العراق في عام 1985، وتخرجت من كلية الهندسة في جامعة بغداد. وفي عام 2008، تزوجت من البغدادي، الذي كان حينها قائدًا لتنظيم القاعدة في العراق، وانتقلت معه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011. 

وبحسب القبيسي، فإن زواجها من البغدادي لم يكن بناءً على الحب، بل على الولاء العائلي والديني. وقالت: "كنت أحترمه كزعيم ديني وسياسي، وكنت أؤمن برؤيته لإقامة الخلافة الإسلامية. ولكن لم يكن بيننا أي عاطفة أو رومانسية. كان يعاملني كزوجة طاعنة، ولم يكن لدينا أي تواصل أو حوار حقيقي". 
 
ما هو دورها في تنظيم داعش؟ 

وعلى الرغم من غياب الحب بينهما، فإن القبيسي كانت تشارك البغدادي في اتخاذ القرارات والإشراف على العمليات العسكرية والإدارية لتنظيم داعش. وكانت تلقب بـ"أم الخلافة"، وكانت تتمتع بسلطة ونفوذ كبيرين في التنظيم، وكانت تمارس دورًا فعالًا في تجنيد وتدريب وتحريض النساء على الانضمام إلى داعش. 
 
وقالت القبيسي: "كنت أعلم بكل تفاصيل حياة زوجي وخططه، وكنت أتواصل معه عبر وسائل مشفرة. وكنت أساعده في تنفيذ بعض العمليات الهامة، مثل اختطاف وقتل الصحفيين الأجانب، وتفجير المساجد والكنائس، وتنظيم الهجمات الانتحارية. وكنت أقوم بتعليم النساء الفتوى والشريعة والجهاد، وأحضرهن للزواج من المقاتلين، وأشجعهن على التضحية بأنفسهن وأطفالهن في سبيل الله". 
 
كيف تم اعتقالها وماذا قالت للمحققين؟ 

في يونيو 2019، تم اعتقال القبيسي في مدينة هاتاي التركية، بعد أن دخلت إلى تركيا بجواز سفر مزور. وتم نقلها إلى أنقرة، حيث تم التحقيق معها من قبل الاستخبارات التركية والأمريكية. وبحسب القبيسي، فإنها قررت التعاون مع المحققين، وتقديم معلومات قيمة عن تنظيم داعش وعناصره ومواقعه. 


وقالت القبيسي: "كنت أشعر بالندم والخوف والكراهية. ندمت على كل ما فعلته وشهدته من جرائم ومجازر وظلم. خفت على حياتي وحياة أطفالي، الذين تركتهم في سوريا. وكرهت زوجي، الذي خانني وخان الإسلام والمسلمين. وقررت أن أنقذ نفسي وأن أنقذ العالم من شره. ولذلك، أخبرت المحققين بكل ما أعرفه عن البغدادي وداعش". 

ومن بين المعلومات التي قدمتها القبيسي، كانت معلومات عن مكان وجود البغدادي في قرية باريشا في شمال غرب سوريا، وعن طريقة تواصله مع مساعديه ومرافقيه. وهذه المعلومات ساعدت القوات الأمريكية في تحديد هويته وموقعه، وتنفيذ العملية التي أدت إلى مقتله في أكتوبر 2019.