رفض القاعدة الدستورية.. مَن هو الجنرال حفتر مرشح الجيش الليبي في الانتخابات؟

يعد الجنرال حفتر مرشح الجيش الليبي في الانتخابات

رفض القاعدة الدستورية.. مَن هو الجنرال حفتر مرشح الجيش الليبي في الانتخابات؟
حفتر

استمرارًا لحالة عدم الاستقرار في ليبيا، ظهر صراع جديد عقب تصويت المجلس الأعلى للدولة لمنع ترشح أي مزدوج الجنسية أو عسكري من الترشح في الانتخابات الرئاسية، وهي نقطة الخلاف القائمة مع البرلمان الليبي الآن، وقد عطلت إقرار القاعدة الدستورية، وجعلت من الصعب تحديد موعد لإجراء الانتخابات، وفي نفس التوقيت رفض القائد العام للجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر قرارات التصويت مؤكداً على تمسكه بالترشح للانتخابات الرئاسية، ورفضه لأي قاعدة دستورية تمنع العسكريين من الترشح للانتخابات.

مَن هو خليفة حفتر؟ 

ولد خليفة حفتر عام 1949، وينتمي إلى قبيلة الفرجاني الليبية من العرب الهلالية واستوطنوا بلاد الداوون بنواحي ترهونة تحت لواء ربع أولاد مسلم ولهم فروع منتشرة في معظم المدن الليبية مثل سرت وطرابلس وبلاد برقة، وفي منتصف القرن الماضي وتحديدًا في الستينيات كان خليفة حفتر أحد الضباط الليبيين الذين أطاحوا في عام 1969 بنظام الملك إدريس السنوسي، منهين بذلك عقوداً من الملكية، وهي الثورة الليبية التي جاءت بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وكان حفتر أحد قادة التدخل العسكري الليبي في تشاد نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بسبب الخلاف على إقليم أوزو المتنازع عليه، ومع انقلاب الأوضاع في تشاد، عانت القوات الليبية فيها، ونقل حفتر مع عدد من الضباط الليبيين بطائرات عسكرية أميركية إلى زائير وقام بالانشقاق عن الجيش الليبي بعد عدة تصرفات للقذافي رفضها الكثيرون في الجيش الليبي.

عودة حفتر

عاش خليفة حفتر في الولايات المتحدة قبل العودة إلى ليبيا بعد 2011، ليخوض حربا ضد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس لكنه فشل في السيطرة عليها، ويعتبر الرجل القوي في ليبيا رقمًا أساسيا في المعادلة السياسية الليبية، حيث يؤكد محللون أنه من المرشحين البارزين لرئاسة البلاد في المرحلة المقبلة على الرغم من الانتقادات التي توجه له، وعاد حفتر في وقت لاحق إلى شرق البلاد وجمع العسكريين في تلك المنطقة وكانوا حينها يتعرضون لحملة اغتيالات قيل إن وراءها كتائب متطرفة، ونسج الرجل علاقات مع قبائل المنطقة وقاد معارك شرسة فيما يعرف بعملية "الكرامة" ضد قوات تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وكتائب أخرى وعناصر إرهابية تنتمي لداعش، وتمكن لاحقا من السيطرة بالكامل على بنغازي، لتنتقل بعدها قواته إلى مدينة درنة وتحكم السيطرة عليها أيضا بعد معارك عنيفة مع عدد من التنظيمات والميليشيات الإرهابية وعلى رأسهم تنظيم داعش، في الرابع من إبريل 2020 تحركت قوات خليفة حفتر في اتجاه الغرب نحو العاصمة طرابلس وتمكنت بفضل تحالفات عقدها مع قوات تتمركز في مدينتي ترهونة إلى الغرب من العاصمة وغريان إلى جنوبها، من محاصرة طرابلس من الجنوب والشرق، لتستمر المعارك العنيفة حول طرابلس لأكثر من عام، بشكل أرهق قواته التي تلقت عدداً من الهزائم بسبب تدخل طائرات مسيرة تركية، وانتهت الحملة في مايو وعادت قوات حفتر أدراجها إلى معقلها في الشرق.

خوف وضعف

الآن ومن جانبه يرى خليفة حفتر أن الشعب الليبي هو من عليه أن يختار رئيسه الجديد، لافتًا إلى أن الأشخاص الذين يسعون لتهميش العسكريين ومنعهم من المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة يعبرون فقط عن ضعفهم في الممارسات السياسية، وأظهروا خوفهم بشكل واضح من أن تبقى صناديقهم فارغة وتمتلئ صناديق منافسيهم من العسكريين بأصوات الناخبين من الشعب الليبي.

يذكر أن الجنرال خليفة حفتر كان قد ترشح لرئاسة البلاد في انتخابات كانت مقررة في ديسمبر من العام الماضي والتي تعذر إجراؤها بسبب خلافات بين مؤسسات الدولة .