من رمسيس إلى خوفو.. كنوز الفراعنة تتألق في المتحف المصري الكبير

من رمسيس إلى خوفو.. كنوز الفراعنة تتألق في المتحف المصري الكبير

من رمسيس إلى خوفو.. كنوز الفراعنة تتألق في المتحف المصري الكبير
افتتاح المتحف الكبير

تستعد مصر لافتتاح واحد من أضخم المشاريع الثقافية في العالم، حيث يفتح المتحف المصري الكبير أبوابه رسميًا أمام الجمهور بعد عشرين عامًا من العمل المتواصل والتأجيلات المتكررة. 


وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن المشروع الذي بلغت تكلفته نحو مليار دولار يُعد أكبر متحف أثري مخصص لحضارة واحدة على مستوى العالم، ويقع على بُعد ميل واحد فقط من أهرامات الجيزة، في موقع استراتيجي يربط بين الماضي المجيد والحاضر الحديث.

رحلة إنشاء استمرت عقدين


أُعلن عن فكرة المتحف للمرة الأولى عام 1992، إلا أن أعمال البناء بدأت فعليًا في عام 2005، قبل أن تشهد مراحل متقطعة بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية في المنطقة. 


وخلال عام 2024 تم افتتاح بعض القاعات ضمن التشغيل التجريبي للمتحف، تمهيدًا للحدث العالمي المنتظر في نهاية أكتوبر 2025.

مقتنيات أثرية فريدة 


يضم المتحف أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية، من بينها تمثال ضخم لرمسيس الثاني يبلغ وزنه 83 طنًا ويعود تاريخه إلى أكثر من 3200 عام، إلى جانب مركب خوفو الجنائزي الذي يبلغ عمره نحو 4500 عام. 


كما تحتوي قاعاته على معروضات تغطي مختلف العصور، من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الروماني، مرتبة وفق تسلسل زمني وموضوعي يعكس تطور الفكر والفن المصري القديم.

تجربة متحفية 


وأكد أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف، أن التصميم الداخلي يعتمد على أحدث تقنيات العرض المتحفي، بما في ذلك العروض متعددة الوسائط وتجارب الواقع المختلط التي تمزج بين الأصالة والابتكار لجذب الأجيال الجديدة. 


وأوضح أن المتحف يتحدث بلغة العصر الرقمي، موفرًا تجربة تفاعلية تناسب جيل الشباب الذي يفضل التكنولوجيا على النصوص التقليدية.

حضور دولي رفيع المستوى


وكان من المقرر افتتاح المتحف في منتصف عام 2025، لكن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة في غزة، دفعت الحكومة إلى تأجيل الموعد. 


ومن المنتظر أن يحضر حفل الافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من قادة العالم، وسط احتفالات ضخمة تشمل عروضًا للألعاب النارية عند أهرامات الجيزة التي تربطها بالمتحف ممشى جديد صُمم خصيصًا لهذه المناسبة.

مشروع ثقافي واقتصادي لدعم السياحة


يُعد المتحف المصري الكبير جزءًا من خطة وطنية لتطوير البنية التحتية تشمل شبكة مترو جديدة ومطارًا تم تشغيله عام 2020.

ويأمل المسؤولون أن يشكل المتحف نقطة انطلاق جديدة للسياحة المصرية بعد سنوات من التراجع منذ أحداث عام 2011 وجائحة كورونا.


فقد استقبلت مصر رقمًا قياسيًا بلغ 15.7 مليون سائح في عام 2024، وتستهدف الحكومة مضاعفة هذا العدد بحلول عام 2032.

استثمار استراتيجي في الثقافة والسياحة


يرى الخبراء أن المتحف يمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري، ليس فقط كصرح ثقافي وإنما كأداة لتعزيز الدخل القومي عبر تنشيط قطاع السياحة. 


وأوضح حسن علام، الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام القابضة المسؤولة عن إدارة المتحف، أن التوقعات تشير إلى استقبال ما بين 15 و20 ألف زائر يوميًا، مؤكدًا أن العالم كله ينتظر هذا الافتتاح بفارغ الصبر.


ومن جانبه، وصف وزير السياحة والآثار شريف فتحي المتحف بأنه هدية من مصر إلى العالم، مشيرًا إلى أنه يجسد عظمة التاريخ المصري وحرص الدولة على مشاركة تراثها الإنساني مع الشعوب كافة.


يمثل المتحف المصري الكبير خطوة غير مسبوقة في مسار استعادة مصر لمكانتها كمركز حضاري عالمي. فهو ليس مجرد مبنى يضم آثارًا، بل رؤية متكاملة تجمع بين التاريخ والحداثة، وتعيد تقديم حضارة وادي النيل بأسلوب يتحدث إلى الأجيال القادمة بلغة الفن والتكنولوجيا معًا.