دراما تحت النار.. لماذا تستهدف ماكينة الإخوان الفن المصري؟
دراما تحت النار.. لماذا تستهدف ماكينة الإخوان الفن المصري؟

في ظل تصاعد الهجمات الإعلامية المنظمة التي تنفذها جماعة الإخوان عبر منصاتها الإلكترونية، حيث تواصل جماعة الإخوان الارهابية استهدافها للفن المصري في محاولة لتقويض دوره التنويري والتأثيري في المجتمع.
فمن خلال حملات تشويه ممنهجة عبر منصاتها الإلكترونية، تسعى الجماعة لضرب الإنتاجات الفنية التي تكشف خطابها المتطرف وتعزز قيم الوعي والانتماء، معتبرة الفن خصمًا مباشرًا لمشروعها الأيديولوجي.
الذباب الإلكتروني الإخواني
برزت مؤخرًا حملة تشويه ممنهجة طالت المخرج المصري حسني صالح وفريق عمل الجزء الثاني من المسلسل المصري "قلع الحجر"، وذلك على خلفية أزمة مؤقتة تتعلق بأجور بعض الفنيين المشاركين في العمل.
المخرج "صالح" خرج عن صمته ورد على ما وصفه بـ"الذباب الإلكتروني الإخواني" الذي حاول توظيف الأزمة لإطلاق حملة تشويه واسعة ضد العمل ومن يقف وراءه.
أزمة إنتاجية حقيقية أم ذريعة للإساءة؟
في تصريحات صحفية، كشف حسني صالح، أن المسلسل يواجه بالفعل أزمة في التمويل، مؤكدًا أن الشركة المنتجة لم تحصل حتى الآن سوى على 5% فقط من الميزانية المستهدفة، وذلك بسبب بيع حقوق العرض الأول لقنوات صغيرة بأسعار زهيدة.
ورغم ذلك، أشار أن الشركة لم تتخل عن التزاماتها وتبذل قصارى جهدها لتجاوز الأزمة، خاصة وأنّ "قلع الحجر 2" يعد أول تجربة إنتاجية لها.
وأوضح، أن جماعة الإخوان سارعت إلى استغلال هذه الثغرة لتأليب الرأي العام على المسلسل، عبر حملة ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هدفها بث الشكوك حول الجهة المنتجة والطعن في ذمة صناع العمل.
ماكينة الإخوان.. منبر للفوضى وتصفية الحسابات
لم تكن هذه الواقعة الأولى التي توظف فيها جماعة الإخوان أزمات فنية داخلية لتأليب الرأي العام، فمن خلال جيوش إلكترونية على مواقع التواصل، دأبت الجماعة على استغلال أي أزمة في الوسط الفني كمنصة لتصفية الحسابات مع فنانين ومخرجين ومؤسسات لها موقف معادي لمشروعها الأيديولوجي.
الحملة ضد "قلع الحجر" لم تقتصر على الطعن في الإنتاج، بل تجاوزت ذلك لتطال رموزًا فنية معروفة بمواقفها الوطنية الواضحة والمعارضة للخطاب الإخواني، ما يكشف عن أجندة ممنهجة تستهدف النيل من قوة الفن المصري وتأثيره المجتمعي.
الفن المصري في مرمى الاستهداف
ليست هذه الهجمة سوى حلقة جديدة في سلسلة من محاولات الإخوان ضرب الفن المصري الذي لعب دورًا محوريًا في كشف نواياهم وإحباط مشروعهم السياسي والثقافي.
إذ لطالما شكلت الدراما المصرية، بجمهورها الواسع ونفوذها الشعبي، سلاحًا ناعمًا في معركة الوعي، وهو ما يجعلها هدفًا مستمرًا لكل من يسعى لزعزعة الاستقرار المجتمعي.
ويقول الباحث في شؤون الجماعات الارهابية طارق البشبيشي: إن ما يحدث ليس مجرد حملة إلكترونية عشوائية، بل استراتيجية ممنهجة تنفذها جماعة الإخوان لضرب القوة الناعمة المصرية.
وأوضح البشبيشي -في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-، أن الجماعة أدركت منذ سنوات أن الفن يلعب دورًا مؤثرًا في تشكيل وعي الناس، خاصة بعد أن ساهمت أعمال درامية في كشف طبيعة مشروعها وخطورته على المجتمع والدولة، مضيفًا، كلما شعر الإخوان بتراجع تأثيرهم أو اهتزاز صورتهم في الوعي الشعبي، لجأوا إلى استهداف الفنانين والمبدعين، إما بالتشويه أو بالتشكيك في الذمة المالية، لإضعاف الثقة فيهم".
وأضاف بقوله: إن معركة الإخوان الحقيقية ليست مع مسلسل أو مخرج، بل مع الوعي الجمعي الذي يبنيه الفن، وهو ما يجعلهم في حالة صدام دائم مع أي إنتاج درامي يعزز قيم التنوير والانتماء الوطني.