إخواني منشق: أوروبا تتحرك أخيرًا لكشف الوجه الحقيقي للإخوان

إخواني منشق: أوروبا تتحرك أخيرًا لكشف الوجه الحقيقي للإخوان

إخواني منشق: أوروبا تتحرك أخيرًا لكشف الوجه الحقيقي للإخوان
جماعة الإخوان

تواصل دول أوروبا تحركاتها المكثفة لمواجهة تمدد جماعة الإخوان ونشاطها داخل القارة، وسط تصاعد المخاوف من محاولات التنظيم استغلال مناخ الحريات والجمعيات الدينية لتحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية.

وخلال الأسابيع الأخيرة، أعلنت عدة دول أوروبية، من بينها ألمانيا وفرنسا والنمسا، عن مراجعة شاملة لملفات الجمعيات والمراكز الإسلامية المرتبطة بالفكر الإخواني، في إطار مساعٍ لتجفيف منابع التمويل غير المشروع وتعزيز الشفافية في إدارة تلك المؤسسات.

وأكدت تقارير أمنية أوروبية، أن الجماعة تعمل منذ سنوات على بناء شبكات نفوذ داخل المجتمعات المسلمة في أوروبا، مستخدمة واجهات خيرية وثقافية لنشر أفكارها والتأثير في الرأي العام، فيما تشير التحقيقات إلى وجود صلات مالية مع جهات خارجية تموّل تلك الأنشطة تحت غطاء الدعم الإنساني.

وفي فرنسا، تواصل الحكومة تنفيذ خطتها لتقييد الجمعيات التي تتبنى خطابًا متطرفًا أو تحرض على الكراهية، بينما تعمل ألمانيا على تعزيز مراقبة أنشطة التنظيم من خلال مكاتب حماية الدستور، بعد أن صنفته تقارير رسمية كجماعة تهدد الديمقراطية.

ويرى خبراء، أن هذه التحركات الأوروبية تمثل تحولًا جذريًا في التعامل مع الإخوان بعد سنوات من التساهل، خصوصًا في ظل تصاعد القلق من استغلال الجماعة لقضايا الاندماج والهوية لتوسيع نفوذها السياسي.

ويؤكد مراقبون، أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدًا من الإجراءات الأوروبية ضد الكيانات التابعة للتنظيم، مع تنسيق متزايد بين الحكومات لتبادل المعلومات ومواجهة ما تصفه الأجهزة الأمنية بـ"الخطر الناعم" الذي تمثله الجماعة داخل المجتمعات الأوروبية.

في تصريحات خاصة للعرب مباشر أدلى بها الباحث والقيادي السابق في جماعة الإخوان إبراهيم ربيع، أكد أن التحركات الأوروبية الأخيرة ضد التنظيم تُعد خطوة متأخرة لكنها ضرورية للكشف عن الوجه الحقيقي للجماعة.

وقال ربيع: إن جماعة الإخوان منذ سنوات حاولت التمويه خلف واجهات جمعيات خيرية وثقافية، مستغلة حرية الأنشطة الدينية والاجتماعية في الدول الأوروبية للتوسع والتمدد. 

وأضاف: أن بعض هذه الدول كانت تغض النظر عن النشاطات التنظيمية، معتبرًا أن ما يحدث اليوم من ملاحقة قانونية ومراجعة للتمويل خارجي هو “اعتراف ضمني” بخطورتهم.

ورجّح ربيع أن تشهد المرحلة المقبلة فتح ملفات تمويل وتمركز شبكات التنظيم في أوروبا، وإغلاق مراكز يُشتبه في تبعيتها، مع تبادل استخباراتي أوروبي مكثف لتتبع أفراد الجماعة وتحركاتهم.

وحذّر من أن الإخوان قد يلجأون لأسلوب “الضغط الإعلامي والدعائي” بعد ضيق المساحات القانونية، عبر استغلال وسائل الإعلام الرقمية وشبكات التواصل لشن حملات تشويه ضد الدول الأوروبية التي تتخذ إجراءات، مستعينًا بامكانياتهم في التعبئة الإلكترونية كما يفعلون داخليًا.

وأشار، أن الدولة الأوروبية التي تتهاون مع هذا التنظيم تضع أمنها ومجتمعاتها في مأزق، لأن الجماعة لا تتورع عن استثمار الضعف في مؤسسات الرقابة والتشريع لركوب موجة “الحرية الدينية” لتحقيق أهدافها السياسية.

وفي ختام حديثه، دعا ربيع الدول الأوروبية إلى الاستمرار في “تكريس مبدأ الحيادية الصارمة” تجاه النشاطات الإسلامية المرتبطة بالتنظيم، وعدم السماح لأي طرف بأن يستخدم الدين غطاء لترويج أفكار سياسية أو تدخّل أجنبي.