هل تتصاعد التوترات بين روسيا وإيران بسبب الجزر الثلاث أم مجرد ضجيج؟

تصاعدت التوترات بين روسيا وإيران بسبب الجزر الثلاث

هل تتصاعد التوترات بين روسيا وإيران بسبب الجزر الثلاث أم مجرد ضجيج؟
الرئيسان الروسي و الإيراني

تعيش روسيا وإيران وضعًا يبدو ظاهرياً أنه خلافات سياسية كبيرة قد تطيح بعلاقات المتحالفين ضد الغرب، وذلك إثر استدعاء إيران للسفير الروسي خلال الفترة الماضية، بسبب بيان مشترك لروسيا ومجلس التعاون الخليجي عن ثلاث جزر متنازع عليها مع الإمارات.

وذلك بعدما أصدرت روسيا ومجلس التعاون الخليجي بياناً مشتركاً أعرب فيه وزراء خارجية الدول عن دعم مبادرة إماراتية للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية.

الموقف الإيراني المتشدد

والإمارات والدول العربية قد سبق لهم أن طالبوا بحل القضية المتنازع عليها منذ سبعينيات القرن الماضي، ومن ثَم عودة سيادة الإمارات على الجزر الثلاث، وفي كل مرة يبرز الموقف الإيراني المتشدد، لكن هذه المرة تبدو الضجة الإيرانية والحملة ضد روسيا غير مسبوقة، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها إيران باستدعاء السفير الروسي.

والصدام بين إيران وحلفائها الإستراتيجيين سواء روسيا أو الصين لا يبدو جديداً أو مباغتًا بخصوص مسألة الجزر الإماراتية الثلاث المتنازع عليها منذ العام 1971، وفي نهاية العام الماضي حدث الموقف ذاته لكن من جهة الصين والتي حمل بيان القمة الصينية الخليجية في الرياض موقفها الداعم لحل قضية الجزر الثلاث في إطار سلمي وقانوني.

تنسيق روسي إيراني

ويقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية الدولية: بطبيعة الحال هذا الموضوع يثار ما بين الحين للآخر، بناء على المعدات في إيران حيث تنازلت بموجب المعاهدات عن أراضٍ كبيرة جداً في منطقة القوقاز لروسيا وهي معاهدة الاستاد عام ١٨١٢، وانتهى بها الآخر بالتنازل عن المزيد من الأراضي، وقد أدى استقلال إيران إلى عدم طرح هذا الموضوع ومنع اتفاقيات مماثلة على الإيرانيين.

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن السياسيين في إيران من آن لآخر يتحدثون حول هذا الإطار، واليوم الأراضي هي دول أرمينيا وجورجيا وتركمانستان، وأعتقد أنه يعيد طرح الوجود الإيراني في العالم، ولذلك هي رسالة أولى من الجانب الإيراني ومن بعض المسؤولين والموضوع مثار في ذكرى اتفاقيات لوزان، وإثارة هذه الموضوعات لها بُعد سياسي وتاريخي في إشارة إلى الأطراف الأخرى.

وأشار فهمي إلى أنه مثلما حدث في الإمبراطورية العثمانية حدث في الإمبراطورية الإيرانية بتنازلها عن مساحات شاسعة من الأراضي الإيرانية لروسيا، هو موضوع له بُعد سياسي وليس طرحا، والإيرانيون يريدون أن يصبح هذا أمرا مهما للغاية ويدفع بهذا الشكل البعد التاريخي، وإيران استدعت السفير الروسي للاحتجاج على دعم روسيا للخليج وهو موضوع شكلي أكثر منه جوهري، وهناك محادثات بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا بشأن هذا الموضوع، وأن هذا هو الحل السلمي للقضية الخاصة بالجزر الثلاث والموضوع ليس مثارا بشكل كبير، وما يحدث أيضًا أن روسيا تريد أن تثبت تواجدها في المنطقة، وما حدث لا يمكن أن يثير أزمة سياسية أو دبلوماسية، وربما هناك تنسيق كبير بين روسيا وإيران فيما يحدث.