محللون في شؤون الجماعات الإرهابية: فيديو حسم محاولة يائسة لخلق حضور وهمي ولن يغيّر من استقرار الدولة
محللون في شؤون الجماعات الإرهابية: فيديو حسم محاولة يائسة لخلق حضور وهمي ولن يغيّر من استقرار الدولة

أثار مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يُنسب إلى حركة "حسم" الإرهابية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، موجة واسعة من الغضب والتساؤلات.
الفيديو الذي ظهر فيه مسلحون ملثمون يجرون تدريبات عسكرية ويطلقون النار في مكان غير محدد، تضمّن بيانًا مكتوبًا حمل تهديدًا مباشرًا للدولة المصرية، مؤكدًا أنّ القاهرة "ليست بمعزل عن هذه المعركة"، في إشارة إلى ما وصفوه بعودة نشاط الحركة بعد سنوات من الكمون.
ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي جاءت سريعة، حيث انتشر الفيديو على نطاق واسع، وتفاعل معه كثيرون بتعليقات غاضبة ومستنكرة لما ورد فيه.
فيما رأى البعض أنّ ما جاء في التسجيل هو محاولة يائسة لإثارة الرأي العام أو الضغط على الدولة المصرية.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية ماهر فرغلي، أنّ محتوى الفيديو لا يتعدى كونه "رسالة ضغط لإطلاق سراح قيادات الجماعة"، مؤكدًا أن أي محاولة للعودة إلى تنفيذ عمليات إرهابية "ستنتهي بالفشل كما حدث سابقًا".
فرغلي أشار أيضًا أنّ الحركة تسعى إلى استغلال أي ظرف سياسي أو اجتماعي لترويج عودتها إلى المشهد، لكنها في الواقع تفتقد إلى القاعدة الشعبية والدعم اللوجستي الفعلي.
فيما أكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية الدكتور إبراهيم ربيع، أنّ الفيديو الأخير المنسوب لحركة "حسم" الإرهابية لا يعدو كونه محاولة بائسة لإحياء اسم الحركة إعلاميًا بعد الضربات الأمنية القوية التي تلقّتها على مدار السنوات الماضية، مشددًا على أنّ الدولة المصرية قوية ومستقرة ولن تسمح بأي عودة للتنظيمات الإرهابية تحت أي ظرف.
وقال ربيع - في تصريحات للعرب مباشر-: إنّ "ما ظهر في الفيديو لا يحمل جديدًا سوى ترديد نفس الشعارات القديمة، وهو جزء من محاولات تيارات الإخوان خلق حضور وهمي بعد انحسار وجودهم داخل وخارج مصر".
وأشار أنّ توقيت بث الفيديو يأتي في سياق إقليمي مشحون، تسعى الجماعة إلى استغلاله لإثارة القلق وزرع الشكوك حول قدرة الدولة على حماية أمنها الداخلي.
وأوضح المحلل المتخصص، أنّ تنظيم "حسم" الذي ارتبط اسمه بسلسلة من العمليات الإرهابية في مصر عقب سقوط حكم الإخوان، قد تم تفكيكه فعليًا ولم يعد له وجود تنظيمي حقيقي على الأرض، لافتًا إلى أنّ نشر مقاطع فيديو مفبركة أو استدعاء شعارات قديمة هو جزء من "حرب نفسية فاشلة" لا تعكس أي قوة حقيقية.
وأضاف ربيع: "الجهات الأمنية المصرية أثبتت خلال السنوات الماضية كفاءة عالية في رصد وتفكيك أي تحركات مشبوهة قبل أن تتحول إلى تهديد فعلي، وهناك وعي شعبي واسع بخطورة مثل هذه الجماعات، مما يجعل أي محاولات لإعادتهم للمشهد محكومة بالفشل".
ودعا إبراهيم ربيع إلى ضرورة الاستمرار في فضح هذه الجماعات إعلاميًا وكشف حقيقة أهدافها التخريبية أمام الرأي العام، مؤكدًا أنّ معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الأمن.
يُذكر أنّ حركة "حسم" ظهرت للمرة الأولى عام 2015 بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 2013، وارتكبت سلسلة من العمليات الإرهابية استهدفت رجال الأمن والشخصيات العامة، كان أبرزها محاولة اغتيال مفتي الجمهورية السابق الدكتور علي جمعة، وتفجير معهد الأورام في القاهرة عام 2019؛ ما أسفر حينها عن مقتل 20 شخصًا على الأقل.
ورغم الضربات الأمنية القوية التي تلقتها الحركة خلال السنوات الماضية، والتي أدّت إلى تفكيك خلاياها وشلّ قدراتها التنظيمية، إلا أنّ محاولات إعادة إحياء وجودها إعلاميًا ما تزال مستمرة بين الحين والآخر، من خلال بث مقاطع فيديو ورسائل تهديد عبر الإنترنت.
غير أنّ المؤشرات الحالية لا تدل على قدرة فعلية للحركة على العودة إلى تنفيذ عمليات مسلحة واسعة النطاق داخل مصر.