لماذا ارتفعت معدلات الإصابة بفيروس كورونا في تركيا؟

ارتفعت عدد الإصابات بفيروس كورونا في تركيا وسط تجاهل الحكومة

لماذا ارتفعت معدلات الإصابة بفيروس كورونا في تركيا؟
صورة أرشيفية

أثار ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا في تركيا، خلال النصف الأول من العام الجاري، بشكل كبير، تساؤلات حول أسباب تلك الزيادة، وعلاقة سياسات النظام التركي ووباء كورونا المستجد بها.

وحسب وزارة الصحة التركية، اليوم الخميس، فتركيا سجلت  9586 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ما يشير إلى تزايد معدلات الإصابة يوميا خلال الشهر الجاري. 

وأوضحت إحصائية يومية لوزارة الصحة التركية، ارتفاع العدد العام للإصابات بكورونا خلال الساعات الـ24 الماضية إلى  9586 ليرتفع  إجمالي الحالات لـ 5.564 مليون حالة.

ووفق وزارة الصحة التركية  فسجلت تركيا  52 وفاة ليرتفع  عدد وفيات كورونا   في تركيا إلى 50761 شخصا.

وفي الوقت الذي لم توضح وزارة الصحة  أسباب تلك الزيادة، علقت عليها بأنها "ارتفاع كبير في المعدل" وهو ما دفع إلى إثارة تساؤلات حول أسباب هذه الطفرة في أعداد الإصابات والوفيات. 

وتحتل تركيا المركز السابع عالميا من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا والـ19 من حيث عدد الوفيات.

حقيقة الأعداد 

تتعمد تركيا إخفاء الأعداد الحقيقية لمصابي كورونا ومعدلات الوفاة وتتعامل بعدم شفافية وفق تقارير دولية.

وقال بولينت ناظم يلماز، الأمين العام للجمعية التركية للأطباء: إن هناك مشكلة حقيقية في إحصاء مرضى كورونا المستجد، حيث تركيا لا تسجل كل الذين ظهرت عليهم أعراض كورونا  كمرضى فعليين بالفيروس، إلا  في حالتين قدوم المصابين من الخارج أو مخالطتهم لحالات إيجابية.

وتابع يلماز في تصريحات لصحيفة "ذود دويتشه تسايتونغ" الألمانية: "هناك  العديد من مصابي  كورونا في تركيا لا يخضعون للفحص، وبالتالي لا يحصلون على علاج ولا تسجلهم  الدولة  في تعداد الإصابات الرسمي".

معاناة وقمع   

وأرجع يلماز معاناة القطاع الصحي لفشل الحكومة واستخدام النظام سياسات قمعية ضد المواطنين، وأشار إلى  تسريح 15 ألفا من العاملين في القطاع الصحي منذ محاولة الانقلاب في ٢٠١٦ وبرأ  القضاء العديد منهم من جميع الاتهامات السياسية التي وجهت لهم، ومع ذلك رفض أردوغان إعادتهم للعمل مرة أخرى.

وأكد يلماز أن هذا التعسف أثر سلبا على القطاع الصحي الذي كان بحاجة ماسة لهؤلاء الكوادر الطبية لمواجهة أزمة كورونا.

تجاهل الأزمة

لاحقت أردوغان عدة انتقادات واتهامات بمحاولة تجاهل أزمة كورونا وموت الأتراك خارج المستشفيات للخروج من أزمة اقتصادية طاحنة تسبب فيها سوء إدارته للبلاد جاءت هذه الانتقادات بعد تنظيم أردوغان مراسم مؤتمر لحزب العدالة والتنمية بحضور الآلاف من مؤيديه رغم  الموجة الجديدة من انتشار فيروس كورونا المستجد؛ حيث اكتظ مجمع رياضي في العاصمة أنقرة يتسع لأكثر من عشرة آلاف مشاهد، بأعضاء الحزب الحاكم  دون اتخاذ أية إجراءات احترازية ووقائية ضد فيروس كورونا.

وكان فخر الدين قوجة  قال في تغريدة له عبر موقع التدوينات القصيرة  "تويتر" تزامنا مع إصدار الحكومة التركية البيانات:"رأينا أكبر عدد من الحالات في الآونة الأخيرة. بدون تأمين أنفسنا بالتطعيم لن يكون الوباء خارج جدول الأعمال".

إجراءات خاطئة

وكانت السلطات التركية قد قررت عودة  نظام العمل بشكل طبيعي بالمؤسسات العامة اعتبارا من بداية  يوليو الجاري.

كما خففت الحكومة التركية القيود العامة المفروضة من بينها نظام حظر التجول؛ ما أثار تساؤلات حول جدية الحكومة في اتخاذ الإجراءات للحد من انتشار كورونا.