ميشال المر.. كورونا ينهي مسيرة صانع الرؤساء في لبنان

ميشال المر.. كورونا ينهي مسيرة صانع الرؤساء في لبنان
ميشال المر

بعد عدة أعوام من العمل السياسي المحفوف بالصراعات والخلافات، لأجل مستقبل لبنان، صنع فيهم الرؤساء والقادة ببلاده، حتى أنهى فيروس كورونا المستجد مسيرة النائب ميشال المر الضخمة.

وفاة صانع الرؤساء بلبنان


توفي صباح اليوم، النائب ميشال المر، بعد صراع مع المرض ضاعفه فيروس كورونا، ليفقد لبنان قامة سياسية ضخمة وهامة به.

وكان المر، 90 عامًا، يعاني من عدة أمراض، قبل إصابته بفيروس كورونا، الذي لم يتحمل جسده مضاعفات الإصابة به، ليرحل سريعًا عن العالم.

مَن هو المر؟


ولد ميشال المر، عام 1932، ودرس في مدرسة الآباء اليسوعيين، وبعدها في جامعة القديس يوسف ونال منها عام 1955 شهادة في الهندسة المدنية، ثم سافر بعد تخرجه إلى عدد من دول الشرق الأوسط وإفريقيا وأسّس فيها شركات أشغال عامة حققت نجاحًا واسعًا. 

برز في المجال السياسي اللبناني في مختلف الحقبات التي شهدتها البلاد، حيث كان نائباً في العديد من الدورات الانتخابية كما عُيّن وزيراً في حكومات كثيرة ووصل إلى منصبي نائب رئيس الحكومة ونائب رئيس مجلس النواب، لذلك اكتسب لقب "صانع الرؤساء" لمساهمته بوصول العديد منهم إلى سدّة الرئاسة الأولى.

وارتبط اسمه بمنصب "رئيس السن" في المجلس النيابي الحالي. 

العمل السياسي


ترشح مرتين للانتخابات النيابية ولم يحالفه الحظ، حتى دورة عام 1968 ترشّح عن المتن وعقد تحالفاً مع حزب "الكتائب اللبنانية" ضمن لائحة "الحلف الثلاثي" واستطاع فيها أن يصبح نائبًا في البرلمان. 

بزغ نجمه، أثناء الحرب اللبنانية، حيث كان مقربًا من "القوات اللبنانية" تحت قيادة الرئيس الراحل بشير الجميّل ثم الوزير السابق الراحل إيلي حبيقة، لذلك ساهم عام 1985 في توقيع "الاتفاق الثلاثي".

وتعرض في عام 1991 لمحاولة اغتيال إثر تفجير سيارة مفخخة لدى مروره في منطقة أنطلياس.

عقب اتفاق الطائف، عُيّن نائبًا عن مقعد الروم الأرثوذكس في عالية، وترشّح بعدها لانتخابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2005 و2009 واستطاع النجاح بها، وخلال دوره عام 1992 ترأّس كتلة نيابية مكوّنة من 10 نوّاب، وفي دورتَيْ العامين 1996 و2000 ترأّس كتلة من 7 نواب، بينما في دورة عام 2005 كان عضوًا في تكتل "التغيير والإصلاح" الذي كان يرأسه حليفة بالانتخابات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وذلك قبل أن يترك التكتّل ويعلن استقلاليته.

صناعة الرؤساء


اكتسب لقبه المميز من خلال دوره السياسي، عقب عام 1968، حيث ساهم في وصول كل من الرؤساء إلياس سركيس وبشير الجميّل وإميل لحود وميشال سليمان إلى سدّة الرئاسة.

انتخب في 2004 نائبًا لرئيس مجلس النواب، وذلك بعد تولّي نائب الرئيس إيلي الفرزلي منصباً وزارياً في حكومة الرئيس عمر كرامي.

وفي خضم مشواره السياسي، تولى العديد من الحقائب الوزارية مع تعيينه في منصب نائب رئيس مجلس الوزراء  بين عامي 1992 و 2000، ونائبا لرئيس البرلمان عام 2000، وتولى حقيبتَيْ الدفاع والداخلية.

كما سبق أن عين وزيراً للإسكان والتعاونيات ووزيراً للبرق والبريد والهاتف من 1979 حتى 1980 في حكومة الرئيس سليم الحص، ووزيراً للبرق والبريد والهاتف من 
 1980 حتى 1982 في حكومة الرئيس شفيق الوزان.