أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم الإعلان عن وقف لإطلاق النار في قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر مطلعة، فإن الإعلان المرتقب سيتضمن صفقة تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.

ويأتي هذا التقرير في وقت تواصل فيه القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية التحضير لتكثيف العمليات العسكرية في قطاع غزة، رغم تعثر المفاوضات بشأن الأسرى، ورغم دعوات واشنطن المتكررة لتأجيل أي عملية عسكرية واسعة تشمل السيطرة الكاملة على القطاع الساحلي.

*اجتماع أمني إسرائيلي رفيع وسط ضغوط أمريكية

وفي خضم هذه التطورات، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأحد، اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى، ضم كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية، وذلك وسط توتر متزايد بين القيادة العسكرية والسياسية، وفق ما أوردته تقارير إسرائيلية.

يأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار الضغوط الأمريكية على إسرائيل من أجل التزام ضبط النفس، إلى جانب استمرار المحادثات غير المباشرة التي تجريها واشنطن مع حركة حماس عبر قنوات خلفية.

ورغم الجمود الحاصل في المفاوضات، يؤكد مسؤولون سياسيون وعسكريون إسرائيليون، أن الضغط العسكري بدأ يؤتي بعض ثماره، لكنهم في الوقت ذاته يعترفون بأن النتائج ما تزال غير كافية.

وقال مصدر إسرائيلي: "ما تحقق حتى الآن غير كاف"، مشيرًا أن تصعيدًا إضافيًا في العمليات العسكرية متوقع في الفترة المقبلة.

خطة إسرائيلية لتوسيع السيطرة في غزة

بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين عسكريين، تسيطر قوات الجيش الإسرائيلي حاليًا على نحو 40% من مساحة قطاع غزة، وتخطط لتوسيع هذه السيطرة لتشمل 75% من مساحة القطاع خلال الشهرين المقبلين، أي بزيادة قدرها 35% من المساحة الإجمالية.

وفي غضون ذلك، تواصل الإدارة الأمريكية الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتأجيل شن هجومها النهائي، في وقت تستمر فيه المباحثات المباشرة خلف الكواليس بين مسؤولين أمريكيين وممثلين عن حركة حماس، بوساطة جزئية من رجل الأعمال الفلسطيني-الأمريكي بشارة بحبح، الذي يلعب دورًا بارزًا في جهود الوساطة الجارية.

ويقود المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، الجانب الأمريكي في هذه المحادثات، ويعمل كحلقة وصل بين الولايات المتحدة والوسطاء في المنطقة.

أهداف إسرائيل

كشف ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي عن ملامح خطة عسكرية تتبعها إسرائيل حاليًا، تهدف إلى تحقيق حسم عسكري واضح في غزة، موضحًا أن إسرائيل تسعى إلى القضاء الكامل على الوجود العسكري والسياسي لحركة حماس في القطاع، ومنعها من إعادة بناء قوتها.

وبحسب ما قاله الضابط، فإن حماس أعادت بناء ترسانتها من الصواريخ، وتملك حاليًا مئات الصواريخ قصيرة المدى، بالإضافة إلى عشرات الصواريخ القادرة على الوصول إلى وسط إسرائيل.

وتتألف الخطة الإسرائيلية من أربعة محاور رئيسية: القضاء على الجناح العسكري لحركة حماس، تفكيك سلطتها الحاكمة، السيطرة على الأراضي بشكل مباشر، وضبط توزيع المساعدات الإنسانية لضمان عدم وقوعها في أيدي حماس أو استغلالها لأغراض عسكرية أو سياسية.