الجنوب يشتعل مجددًا... تصعيد بين الانتقالي والحوثيين يخلط الأوراق
الجنوب يشتعل مجددًا... تصعيد بين الانتقالي والحوثيين يخلط الأوراق

في الوقت الذي تشهد فيه الأزمة اليمنية جمودًا سياسيًا واضحًا، حيث لم تُحرز الجهود الأممية تقدمًا ملموسًا على صعيد الحل السياسي الشامل، فيما تستمر المليشيات الحوثية في انتهاك الهدن غير الرسمية عبر خروقات متكررة واستهداف المدنيين وتجنيد الأطفال.
مواجهات عنيفة بين الانتقالي وميليشيا الحوثي
في تطور ميداني، اندلعت مساء الأحد مواجهات عنيفة بين قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ومليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في جبهة الحد يافع بمحافظة لحج جنوبي اليمن، في وقت تشهد فيه البلاد توترًا عسكريًا متصاعدًا وسط انسداد سياسي حاد.
وأفادت مصادر ميدانية، بأن المواجهات جاءت عقب محاولة تسلل فاشلة نفذتها عناصر تابعة للحوثيين باتجاه مواقع قوات الانتقالي، في خرق واضح لاتفاقات التهدئة غير المعلنة على خطوط التماس في الجبهة الجنوبية.
وقد تصدت القوات الجنوبية للهجوم؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، دون ورود أنباء مؤكدة عن وقوع إصابات أو قتلى حتى اللحظة.
تعزيزات حوثية وتحركات تصعيدية
وأوضحت المصادر، أن المليشيا الحوثية الإرهابية كانت قد دفعت، خلال الأيام الماضية، بتعزيزات عسكرية إلى محاور متعددة جنوبي البلاد، في إطار تحركات تنذر بجولة تصعيد جديدة، رغم الدعوات الإقليمية والدولية لوقف الأعمال العدائية والانخراط في جهود السلام.
كما تعد جبهة الحد يافع إحدى الجبهات الاستراتيجية التي تفصل محافظة لحج عن محافظة البيضاء، وتكتسب أهمية عسكرية بالغة نظرًا لموقعها الجغرافي المرتفع وقدرتها على التحكم بخطوط إمداد رئيسية.
الصيادي: المليشيا تختبر الجبهات في محاولة لاستنزاف القوى المحلية
وقال الإعلامي اليمني والباحث في الشأن العسكري، مرزوق الصيادي: "المليشيا الحوثية تحاول من خلال هذه التحركات اختبار الجبهات الجنوبية وخلق حالة من الاستنزاف لقوات المجلس الانتقالي، خصوصًا في ظل الجمود السياسي، ويبدو أن الجماعة تراهن على تآكل التنسيق بين القوى المحلية المناهضة لها، وتسعى لفرض واقع عسكري جديد يخدم طموحاتها التوسعية".
وأضاف الصيادي -في تصريحات خاصة لـ" العرب مباشر"-، أن "الهجوم الأخير في الحد يافع قد يكون مقدمة لمرحلة جديدة من التصعيد، وعلينا أن نقرأه في سياق التحشيد الذي تقوم به المليشيا على أكثر من جبهة، من الضالع إلى تعز، وصولًا إلى الحدود الجنوبية".