مؤشر الإرهاب في أوروبا يحذر من تنامي الجماعات المتطرفة في القارة العجوز.. ما التفاصيل

حذر مؤشر الإرهاب في أوروبا من تنامي الجماعات المتطرفة في القارة العجوز

مؤشر الإرهاب في أوروبا يحذر من تنامي الجماعات المتطرفة في القارة العجوز.. ما التفاصيل
صورة أرشيفية

كشف التقرير السنوي لمؤشر الإرهاب في أوروبا، الصادر عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، عن تهديدات متزايدة من جانب جماعات السلفية الجهادية والتطرف الديني في عدة دول، بالتوازي مع تنامي خطر قوى اليمين المتطرف التي تسعى لتغيير نظام الحكم في مجموعة من الدول الأوروبية.

وسلط التقرير الضوء على الجهود الأوروبية التي استهدفت مواجهة التطرف، ونجحت بخفض وتيرة العمليات الإرهابية خلال الأعوام الماضية، متوقعاً تكثيف هذه الجهود خلال الأعوام المقبلة، مع وجود احتمالات جدية حول تنامي وتوغل جماعات التطرف داخل المجتمع الأوروبي.

فرنسا قلقة 

نجحت فرنسا في خفض وتيرة العمليات الإرهابية إلى معدلات غير مسبوقة منذ هجمات باريس وبروكسل، حيث كان الإرهاب أحد أهم التحديات التي واجهت البلدين الأوروبيين، لكن لا تزال الجماعات المرتبطة بالتطرف الديني واليميني العنيف مصدر قلق لأجهزة الاستخبارات رغم الجهود الأمنية والاستخباراتية التي انتهجتها حكومات البلدين، وفق ما أورده التقرير.


وتشكل السلفية الجهادية التهديد الأكبر للسلطات الفرنسية، وتتنامى أنشطة السلفية الجهادية داخل المساجد في فرنسا عبر خطب تحضّ على العنف والكراهية، وترتكز حواضنهم الأيديولوجية والفكرية في العديد من المدن الفرنسية.

وأوضح تقرير مؤشر الإرهاب الأوروبي أنه تشكل السلفية الجهادية التهديد الأكبر للسلطات الفرنسية، وتتنامى أنشطتهم داخل المساجد عبر خطب تحض على العنف والكراهية، وترتكز حواضنهم الأيديولوجية والفكرية في العديد من المدن الفرنسية.

وتتصاعد المخاوف داخل فرنسا من تأثيرات جماعات الإسلام السياسي في إطار العملية الديمقراطية، لاسيّما بعد توجيه جماعات الإسلام السياسي لأصوات الناخبين خلال عام 2022.

وبالتزامن، تواجه فرنسا تهديداً متزايداً من المتطرفين اليمينيين العنيفين، حيث يهدفون إلى خلق توتر وفوضى سياسية، وتسعى جماعات اليمين المتطرف في فرنسا لتغيير النظام العام، واستطاعت دعاية جماعات اليمين المتطرف في استقطاب العديد من المجتمع الفرنسي، وأصبح المجتمع الفرنسي يتجه أكثر فأكثر نحو اليمين المتطرف.

تنظيم الإخوان

بحسب مؤشر الإرهاب الأوروبي لعام 2022، يمثل التطرف الديني خطراً داهماً على بريطانيا، وتظل السلفية الجهادية وجماعات الإسلام السياسي كجماعة الإخوان المسلمين لديها تماسك وتغلغل أكبر داخل المجتمع البريطاني. 

وكشفت الأجهزة الأمنية البريطانية في 14 (يناير) عام 2022 عن إحباط (32) مخططاً إرهابياً، (18) منها على يد جهاديين.

جهود أوروبا

يقول الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهابية في ألمانية إنه يمثل التطرف الديني خطراً داهماً على بريطانيا، وتظل السلفية الجهادية وجماعات الإسلام السياسي كجماعة الإخوان المسلمين لديها تماسك وتغلغل أكبر داخل المجتمع البريطاني.

ولفت أنه  تنشط الجماعات السلفية الجهادية داخل السجون البريطانية، ويمثلون تهديداً بتطرف معتقلين آخرين، وجرّ النزلاء إلى التطرف لشنّ هجمات إرهابية، وتتنامى أنشطة السلفية الجهادية داخل المساجد في فرنسا عبر خطب تحضّ على العنف والكراهية.

وأوضح أنه شهدت ألمانيا والنمسا تعزيزات مستمرة في ترسانة القوانين، وكذلك المواجهة الأمنية، لتحقيق أعلى معدلات الحماية والتصدي ضد أنشطة الجماعات الإرهابية، وبذلت ألمانيا والنمسا جهوداً واسعة في محاربة التطرف والإرهاب خلال العام 2022، ونجحتا بشكل جيد في الحد من أنشطة الجماعات المتطرفة، من خلال وضع بعض المنظمات والجمعيات تحت المراقبة والبعض الآخر تم حظرها؛ ما انعكس بطبيعة الحال على وتيرة العمليات الإرهابية التي انخفضت إلى معدلات غير مسبوقة. 

وأكد أنه تحتكر جماعات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، الخطاب الدعوي داخل المساجد في أوروبا، ولا يزال هناك قصور في فهم الفرق بين جمعيات الإسلام السياسي والإسلام بصفة عامة، ولكن لا تزال الجماعات المرتبطة بالتطرف الديني واليميني العنصري مصدر قلق لألمانيا والنمسا، رغم الجهود الأمنية والاستخباراتية التي انتهجتها حكومات البلدين، وأتاحت القوانين والتشريعات والإجراءات التي أقرتها النمسا تشديد العقوبات على البيئات الحاضنة للجماعات المتطرفة وتسهيل عملية المراقبة، لاسيّما مراقبة خطابات الكراهية والتطرف واستغلال شبكة الإنترنت في الحدّ من أنشطة الجماعات المتطرفة.

وأوضح أنه بذلت السلطات الأوروبية جهوداً كبيرة في محاربة جماعات الإسلام السياسي والجماعات الجهادية، وأصدرت بالفعل عدداً من القوانين، ووسعت من صلاحيات الشرطة وأجهزة الاستخبارات، لافتا أن المشكلة مستقبلاً تتعلق بالجماعات الدينية المتطرفة واليمينية التي تعمل بشكل منفرد، وهو ما يجعل من اكتشافهم وتوقيفهم أمراً صعباً.