تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة

تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة

تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في الدوحة
قصف الدوحة

شهدت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، هجومًا إسرائيليًا استهدف قيادات من المكتب السياسي لحركة حماس، أثناء اجتماعهم لمناقشة المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وبعد ساعات من الهجوم، بثّ التلفزيون القطري الرسمي بشكل بارز لقطات موسعة من تدريبات عسكرية نفذتها وحدات من الجيش القطري، في رسالة واضحة على جاهزية القوات المسلحة واستعدادها لمواجهة أي تهديدات.

ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، نفذت طائرات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الدقيقة على مبانٍ سكنية يُعتقد أنها تضم مكاتب قيادات الحركة، فيما تحدثت تقارير عن سماع نحو 10 انفجارات في محيط الاستهداف. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن العملية جرت بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، واصفًا الهدف بأنه "القيادة العليا" لحماس.

وفي رد رسمي، نفت وزارة الخارجية القطرية تلقي الدوحة أي إخطار مسبق بشأن العملية، وأكدت في رسالة لمجلس الأمن رفضها "السلوك العدواني" الإسرائيلي، مشددة على أنها "لن تتساهل مع انتهاكات القانون الدولي".

كما دعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المجتمع الدولي إلى "محاسبة إسرائيل على هذا الإجرام"، مطالبًا بتدخل عاجل لوقف التصعيد وحماية المدنيين في غزة.

يُذكر أن العاصمة القطرية تُعد مقرًا سياسيًا خارجيًا لقيادات حركة حماس منذ سنوات، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة شاملة في القطاع.

اعتبر الدكتور سامي الديب، الخبير في الشؤون العربية، أن بثّ التلفزيون القطري الرسمي لتدريبات الجيش القطري عقب الهجوم الإسرائيلي على قيادات حركة حماس في الدوحة، يمثل "رسالة سياسية وأمنية واضحة" تؤكد جاهزية قطر للتعامل مع أي تهديدات.

وأضاف الديب -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن استهداف قيادات من المكتب السياسي لحماس خلال اجتماعهم لمناقشة المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة، "يشير إلى تصعيد خطير في مسار الصراع"، مشيرًا أن اختيار العاصمة القطرية لتنفيذ العملية "يحمل أبعادًا إقليمية ورسائل موجهة لحلفاء الدوحة".

وتابع: أن قطر تحاول عبر موقفها الرسمي ورسالتها لمجلس الأمن "إظهار رفضها العلني لأي انتهاك لسيادتها"، لافتًا إلى أن اللقطات العسكرية التي بثها التلفزيون الرسمي "تعكس رغبة الدوحة في طمأنة الداخل وإرسال تحذيرات غير مباشرة".

وأكد المحلل العربي، أن العملية الإسرائيلية، التي وُصفت بأنها "ضربة دقيقة" بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)،  "تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة السياسية والأمنية"، في ظل استمرار المحادثات الدولية للتوصل إلى هدنة في غزة.