ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن الجيش يعتزم الشروع قريبًا في تنفيذ مناورة برية كبيرة في مدينة غزة، رغم أن التقديرات تشير إلى أن نحو ربع سكان المدينة فقط غادروها حتى الآن. 

وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن هذا القرار يأتي في وقت تحاول فيه القوات الإسرائيلية دفع السكان المدنيين إلى النزوح جنوبًا تمهيدًا لتوسيع العمليات العسكرية، على الرغم من تحذيرات كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل من أن السيطرة على المدينة لن تضمن إنهاء حكم حركة حماس.

تقديرات حول النزوح الجماعي

بحسب تقييمات الجيش الإسرائيلي، فإن نحو 300 ألف شخص غادروا المدينة حتى الآن بسبب المعارك المتصاعدة والقصف المكثف الذي استهدف خلال الأيام الأخيرة مباني سكنية شاهقة.

ويقدر الجيش، أن بدء المناورة البرية سيؤدي إلى نزوح الغالبية العظمى من سكان غزة.

أعلن مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، أن سكان غزة بدأوا بالفعل بالنزوح جنوبًا، مشيرًا إلى إقامة مجمعي إيواء جديدين في جنوب القطاع برعاية مصرية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين.

تحركات إنسانية لتخفيف الضغوط الدولية

في محاولة للحد من الانتقادات الدولية والحفاظ على الدعم الأميركي لاستمرار العمليات العسكرية، نشر المنسق الإسرائيلي بيانات محدثة حول الوضع الإنساني في القطاع. 

وأوضح، أن العمل بدأ على إعادة إنشاء المستشفى الأوروبي في خان يونس، وتم إدخال آلاف الأطنان من المعدات الطبية والأدوية إلى جنوب القطاع خلال الأسابيع الأخيرة، مع توقع إنشاء مستشفيين ميدانيين إضافيين قريبًا. 

كما أشار إلى إدخال الوقود بشكل مستمر لتشغيل المرافق الحيوية.

تعزيز خطوط المياه والكهرباء

أضاف مكتب المنسق، أنه تم تشغيل خط مياه إضافي من مصر إلى المنطقة الإنسانية في المواصي، وتستمر أعمال إصلاح خطين آخرين، إضافة إلى توصيل خط كهرباء إضافي لمنشآت تحلية المياه.

كما أكد أن أكثر من 14 ألف خيمة عائلية وأغطية بلاستيكية أُدخلت إلى جنوب القطاع، وأن منظمات الإغاثة اشترت عشرات الآلاف من الخيام الإضافية المتوقع وصولها خلال أسبوعين.

ولفت، أن ما بين 300 و400 شاحنة مساعدات تدخل يوميًا إلى جنوب غزة، 80 في المئة منها تحمل مواد غذائية، فيما تعمل ثلاثة مراكز لتوزيع المساعدات مع إنشاء مركزين جديدين.

تصعيد جوي مكثف على مدينة غزة

وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد كثف أمس الأحد غاراته على مناطق مختلفة في القطاع، خصوصًا جنوب غرب مدينة غزة. 

وأفادت تقارير محلية، بأن عشرات العائلات اضطرت إلى مغادرة منازلها والمدارس التي لجأت إليها قرب مستشفى القدس في حي تل الهوى بعد تلقيها إنذارات بالإخلاء تمهيدًا لقصف متوقع. 

كما استهدفت القوات الإسرائيلية محيط الجامعة الإسلامية، بما في ذلك المبنى المركزي للطالبات.

أعلن الجيش الإسرائيلي، ظهر أمس، أنه قصف مباني شاهقة متعددة الطوابق كانت تستخدمها حركة حماس في مدينة غزة، وفي المساء نفذ غارة على مبنى شاهق رابع في إطار الاستعدادات لبدء المناورة البرية المرتقبة.