وزير خارجية أردوغان يلتقي بإرهابي سيئ السمعة للتجسس على المعارضة في السويد

التقي وزير خارجية أردوغان بإرهابي سيئ السمعة للتجسس على المعارضة في السويد

وزير خارجية أردوغان يلتقي بإرهابي سيئ السمعة للتجسس على المعارضة في السويد
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

كشف تقرير لصحيفة "نورديك مونيتور" الاستقصائية عن لقاء جمع وزير الخارجية التركي في حكومة رجب طيب أردوغان، مولود تشاويش أوغلو، مع واحد من أبرز المتطرفين الإسلاميين في أوروبا، وذلك على هامش زيارة أوغلو إلى ستوكهولم لحضور المجلس الوزاري السنوي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والذي عُقد خلال يومَيْ 2 و3 ديسمبر.

من أجل التجسس

وأشار الموقع إلى أن الشخصية المثيرة للجدل التي التقاها وزير الخارجية التركي هو أحد المتورطين في عمليات التجسس على منتقدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الغرب.


وأضاف التقرير أنه في 1 كانون الأول (ديسمبر)، استقبل جاويش أوغلو ممثلين عن الفرع السويدي لاتحاد الديمقراطيين الدوليين  (UID)، المنظمة الأوروبية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، بقيادة رئيسها الإقليمي أوزر إيكين، في مقر إقامة السفير التركي.

وأعلن أوغلو عن ذلك الاجتماع على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "سنواصل تقديم كل أنواع الدعم لحماية حقوق مواطنينا في الخارج وإيجاد حلول لمشاكلهم".

انتهاكات اتحاد الديمقراطيين التركي

وبحسب الموقع الاستقصائي، فإن ذلك يؤكد حقيقة أنه لم تتم دعوة أي منظمة بخلاف اتحاد الديمقراطيين الدوليين UID، ما يعني أن الاجتماع كان تجمعًا حزبيًا للعدالة والتنمية وليس اجتماعاً للجمهور التركي كله. وعلى الرغم من أنه من المعروف منذ فترة طويلة أن ذلك الاتحاد هو الذراع الأوروبية لحزب العدالة والتنمية، إلا أن مسؤولي الحزب والوزراء الذين يجتمعون مع وفود من اتحاد الديمقراطيين في أوروبا في البعثات الدبلوماسية التركية يقدمون تلك الاجتماعات عمدًا على أنها اجتماعات مفتوحة للجميع مع المواطنين الأتراك في الخارج.

وعلى عكس العديد من البلدان في أوروبا، لا يلقى حزب العدالة والتنمية الإسلامي قبولاً في السويد بسبب الجماعات الكردية والعلوية والعلمانية التي تشكل غالبية الناخبين هناك.

تسجيل صوتي

وأشارت التقرير إلى ظهور إيكين على جدول الأعمال لأول مرة في عام 2017 بفضيحة تجسُّس كشفت عنها إذاعة Sveriges Radio (SR) الحكومية، عندما أذاعت تسجيلاً صوتيًا، وسُمع فيه أوزر يهدد رجل أعمال كان متعاطفًا مع حركة جولن، المعارض لأردوغان.

وبحسب نورديك مونيتور، كان إيكين على رأس حملة للتجسس على تحركات أعضاء حركة جولن في السويد وإعطائه أسماء أولئك الذين فروا إلى السويد بعد الانقلاب الفاشل في تركيا في عام 2016، والذي أثار حملة مطاردة ضد المعارضين. وهدد إيكين رجل الأعمال بالقبض على زوجته التي كانت في تركيا في ذلك الوقت. وسُمع أوزر وهو يقول لرجل الأعمال: "إذا ساعدت الدولة، فإن الدولة ستساعدك أيضًا". كما أمر الرجل بإحضار معلومات محددة.

وفي أول رد فعل له على الاتهامات، ادعى إيكين أن الشريط تم التلاعب به؛ ومع ذلك، اضطر لاحقًا إلى الاعتراف بأن التسجيل كان له، لكنه نفى أي تجسس.

دعاية للتحريض على المعارضين

وبعد أيام قليلة من الفضيحة ، قامت صحيفة Dagens Nyheter المعروفة بتصوير لقطات يومية لإيكين أثناء نشره دعاية حزب العدالة والتنمية في مسجد. وذكرت الأخبار وقتها أنه تم التعرف على خصوم أردوغان، وأن هذه المعلومات تم نقلها إلى تركيا من خلال تسعة مساجد يديرها أئمة تدفع رواتبهم من قِبل الدولة التركية.

 وبحسب وسائل الإعلام السويدية ، نقلت وزارة الخارجية السويدية عدم ارتياحها لتحركات السفارة التركية، مضيفة أن التجسس على المعارضين في السويد لن يتم التسامح معه.

اعتداء على رئيس تحرير معارض

وفى العام الماضي، كشفت نورديك مونيتور عن أن السفارة التركية قامت سراً بالكشف عن معارضي الحكومة في عامَيْ 2017 و 2018 وأبلغت المقر الرئيسي في أنقرة، عندما استخدمت الحكومة المعلومات التي تم جمعها لتزوير قضية جنائية وهمية ضد رئيس تحرير نورديك مونيتور عبد الله بوزكورت و 27 من معارضي الحكومة التركية الذين يعيشون في السويد. ولطالما كان بوزكورت على قائمة أهداف حكومة أردوغان. وتعرض للهجوم بالقرب من منزله في ستوكهولم في 24 سبتمبر 2020. وبعد فترة وجيزة من مغادرته شقته، تعرض للاعتداء من قبل ثلاثة رجال طرحوه أرضًا ولكموه ثم هربوا من مكان الحادث. وأصيب بوزكورت في وجهه ورأسه وذراعيه وساقيه وتم علاجه في قسم الطوارئ. ولا تزال تحقيقات الشرطة في الحادث معلقة.

وكان من بين الأشخاص الذين استهدفتهم السفارة معلمين وممثلين عن جمعيات محلية ومهنيين ورجال أعمال يعيشون في ستوكهولم وجوتنبرج وهلسنجبورج ونورسبورج ومالمو ومدن أخرى في السويد. ومن المحتمل جدًا أن قائمة التنميط قد تم إنشاؤها بمساعدة السجلات القنصلية والأسماء التي نقلها أوزر ورفاقه.

قصة إيكين وأوزر

وأشارت المعلومات التي نشرتها نورديك مونيتور إلى أن إيكين هو صديق مقرب من ميتين كولونك، المقرب من أردوغان، والذي تم التحقيق معه بشأن صلاته بالجماعات الإسلامية المسلحة والمتطرفة في تركيا، وساعد في تأسيس اتحاد الديمقراطيين التركي في أوروبا، وجاء كولونك إلى السويد عدة مرات والتقى بأوزر.

كما شارك أوزر مؤخرًا في وفد اتحاد الديمقراطيين الذي التقى بالرئيس أردوغان في أكتوبر في إسطنبول، واتصل أردوغان بوالدة أوزر، التي كانت مريضة، وقال خلال الاجتماع إنه يأمل أن تتحسن صحتها قريبًا. كما نصح أردوغان ممثلي ذلك الاتحاد بأن يكونوا أكثر عدوانية وشراسة ضد المعارضين.

يُذكر أن اتحاد الديمقراطيين تأسس في الأصل في كولونيا في عام 2004 باسم اتحاد الديمقراطيين الأتراك في الاتحاد الأوروبي  (UETD)، ثم تغير اسمه إلى اتحاد الديمقراطيين الدوليين UID من أجل تحسين صورته، والتي تدهورت بشكل كبير بسبب حوادث العنف والإرهاب التي شارك فيها أعضاؤه.