بعد التهديدات والتصريحات الاستفزازية.. لماذا تتقارب تركيا مع فرنسا حالياً؟

بعد التهديدات والتصريحات الاستفزازية.. لماذا تتقارب تركيا مع فرنسا حالياً؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

بعد الخلافات الضخمة والتصريحات النارية المتبادلة بين فرنسا وتركيا، خاصة خلال الأشهر الماضية، غيرت أنقرة من سياستها مع باريس، ساعية لتكوين علاقات جديدة مثيرة للجدل، بهدف نيتها في رفع العقوبات الأوروبية عنها.

تطبيع العلاقات


في تطور جديد بالعلاقات بين فرنسا وتركيا، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن البلدين يعملان على خارطة طريق لتطبيع العلاقات، مضيفاً أن المحادثات تسير بشكل طيب.

وتابع جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع نظيره البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا الذي تولّت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن أنقرة مستعدة لدعم العلاقات مع شريكتها في حلف شمال الأطلسي، في حال أبدت باريس نفس الرغبة.

وزعم أن التوتر الحالي بين أنقرة وفرنسا ناجم عن معارضة باريس الشديدة لتركيا على عدة جبهات، على حد قوله.

رفع العقوبات


وكشفت مصادر أن تركيا تهدف من خلال ذلك التقارب إلى رفع العقوبات الأوروبية المفروضة عليها مؤخراً.

وأضافت: أن تركيا تهدف برفع العقوبات أو تخفيفها إلى تحسين وضعها الاقتصادي المتدهور ودعم الليرة المنهارة، خاصة في الفترة الأخيرة.

وتابعت: إن ذلك يأتي في ظل مساعي أردوغان لتحسين علاقاته مع البلدان التي ولد خلافات مؤخراً معها، وسبق أن أبدى النية لبدء محادثات مع عدة دول للتقارب الجديد معهم، حيث يهدف لتحقيق انتصارات جديدة له بعد أن أصبحت تركيا تعيش في عزلة تامة بسبب سياسات الرئيس الإرهابية وتصريحاته الاستفزازية.

الخلاف بين فرنسا وتركيا


خلال العام الماضي تأجج الخلاف بين فرنسا وتركيا، فيما يخص أزمات سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط وإقليم ناجورنو قرة باغ، ثم لنشر رسوم كارتونية مسيئة للرسول محمد في باريس، ليدعم أردوغان علناً خطاب الكراهية والتحريض ضد فرنسا، بالإضافة إلى نشر مقاطعة البضائع الفرنسية.

ورداً على ذلك، قيدت فرنسا أذرع أردوغان بالبلاد وحظرت المنشآت التابعة له وحلت جماعة الذئاب الرمادية الموالية للرئيس التركي، كما قادت حملة لفرض عقوبات أوروبية على تركيا، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن بلاده تواجه إرهاباً مزدوجاً من نشاط الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة من ناحية، والأعمال الإرهابية الفردية من ناحية أخرى، في إشارة إلى الرئيس التركي.

وعقب تأثر تركيا بتلك الحملة الفرنسية، سارع أردوغان لتبديل موقفه، ليخرج في تصريحات قال فيها: إن أنقرة ترى نفسها جزءاً لا ينفصم من أوروبا، كما أكد لأعضاء حزبه العدالة والتنمية أنه على الاتحاد الأوروبي أن يفي بوعوده فيما يتعلق بقضايا الهجرة وجعل تركيا عضواً كاملاً في التكتل.

ووقتها، رد وزير الخارجية على تصريحات الرئيس التركي بقوله: إن باريس تنتظر أفعالاً من أنقرة، وليس مجرد تصريحات.