أثارت أزمة سقوط صواريخ داخل إحدى القرى البولندية القريبة من حدود أوكرانيا، مخاوف كبيرة من احتمالات تفجر الأوضاع بين الغرب وروسيا، ورغم التحقيقات التي أكدت أن الصاروخ "أوكراني" وسقط بالخطأ في الأراضي البولندية إلا أن ما حدث يعكس حقيقة أن الأوضاع قد تشتعل في أي وقت ودون إنذارات.

أزمة كبرى

بعد سقوط الصواريخ أعلنت بولندا رفع مستوى تأهب قواتها على إثر اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي، وقال الرئيس البولندي أندريه دودا إن بلاده لا تملك أدلة ملموسة حول من أطلقه، واستنكرت السلطات الروسية، مزاعم وسائل إعلام بولندية بشأن سقوط صواريخ ووصفتها بأن ما حدث استفزاز من أجل تصعيد الموقف، ولا علاقة للحطام الذي نشرته وسائل الإعلام البولندية في تغطيتها من موقع قرية برزيودوف بالأسلحة الروسية".

من جانبه، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي: إن تلك الصواريخ التي سقطت في بولندا ستتسبب في تصعيد الأزمة الراهنة بين روسيا والناتو، مضيفًا، أنه في حالة التأكد من سقوط القذائف عبر خطأ في الدفاع الجوي الأوكراني، فإنه لا يزال يظهر أنهم يحاولون التعامل مع غارة صاروخية روسية ضخمة، فهذه أزمة كبرى ومجازفة كبيرة للغاية".

حلف الأطلسي

في السياق ذاته، أكد د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك ميثاقا يحكم تحركات حلف الأطلسي في حالة التعرض لأي اعتداء روسي أو صيني، مؤكدًا أن الولايات المتحدة والغرب تميزوا بالهدوء حتى التأكد من ماهية الصواريخ التي سقطت في بولندا.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن المخاطر الحقيقية تأتي من تأكد الجميع أن روسيا تستطيع توسيع نطاق عملياتها في مسارح العمليات المجاورة، لافتًا أن المتوقع أن يتم الاستفادة من الضغوط الراهنة لزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا في المناطق الحدودية.

يذكر أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أكد أن التحليل الأولي يشير إلى أن الحادث كان "على الأرجح" بسبب صاروخ دفاع جوي أوكراني،  وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحفي في بروكسل: "يشير تحليلنا الأولي إلى أن الحادث كان على الأرجح بسبب صاروخ دفاع جوي أوكراني أطلق للدفاع عن الأراضي الأوكرانية ضد الهجمات بصواريخ كروز الروسية، وأضاف: "لكن دعني أوضح أن هذا ليس خطأ أوكرانيا، روسيا تتحمل المسؤولية النهائية، فهي تواصل حربها غير القانونية ضد أوكرانيا، وقال ستولتنبرغ أيضًا: "ليس لدينا ما يشير إلى أن روسيا تستعد لشن هجوم عسكري ضد الناتو".