السويداء تعود إلى الواجهة.. ما وراء الاشتباكات واتهامات الدفاع؟

السويداء تعود إلى الواجهة.. ما وراء الاشتباكات واتهامات الدفاع؟

السويداء تعود إلى الواجهة.. ما وراء الاشتباكات واتهامات الدفاع؟
احداث السويداء

في مؤشر إلى جذور الأزمة أعمق من مجرد اشتباكات مسلحة، فقد يعتبر عودة العنف إلى السويداء، بعد ساعات فقط من هدنة هشة، تعبير عن غضب مزمن وإقصاء سياسي وتهميش مجتمعي، في محافظة طالما حافظت على حيادها خلال سنوات الحرب السورية.


في المقابل، فإن دخول إسرائيل على الخط بهذا الزخم العسكري والسياسي يُنذر بتدويل جديد للصراع، يجعل الجنوب السوري في مرمى المواجهات الإقليمية، ويُهدد بكسر كل محاولات الاستقرار في بلد أنهكته الحرب.

أصوات الرصاص والمدفعية تدوي المدينة

مع ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء، عادت أصوات الرصاص والمدفعية لتدوّي في المدينة وريفها، بعدما تعرضت مناطق سكنية لقصف بالهاون والمدفعية الثقيلة، ما أثار الذعر بين المدنيين ودفع العديد منهم للنزوح.


ورغم إعلان وقف إطلاق النار، لم تصمد التهدئة سوى ساعات، قبل أن تنهار تحت ضغط المواجهات الميدانية وتبادل الاتهامات بين الحكومة ومسلحين محليين.


فشل الهدنة واتهامات متبادلة

وزارة الدفاع السورية حملت ما وصفتها بـ"جماعات خارجة عن القانون" مسؤولية خرق الهدنة، مشيرة إلى أن قوات الجيش ردّت على مصادر النيران وفق قواعد الاشتباك.


في المقابل، أفادت مصادر محلية " أن الهجوم بدأ من جانب القوات الحكومية التي أعادت نشر وحداتها في مواقع قريبة من مراكز التوتر في المدينة.


وفي سياق موازٍ، شهدت الساعات الأخيرة غارات جوية إسرائيلية على مواقع تابعة للجيش السوري في السويداء، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن العمليات ستتواصل حتى انسحاب القوات السورية من المنطقة.


وقال كاتس في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية:
"على النظام السوري أن يترك الدروز وشأنهم، وإلا فإن الرد الإسرائيلي سيتصاعد تدريجيًا حتى يتم فهم الرسالة".

فشل الحلول الأمنية

قال الباحث السياسي السوري سليمان شيب إن ما يحدث في السويداء "يمثل نتيجة طبيعية لفشل الدولة في تقديم حلول سياسية حقيقية تلبي مطالب الأهالي"، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الخيار العسكري "لم يُنتج سوى مزيد من القطيعة بين السلطات والمجتمع المحلي في المحافظة".


وأضاف شيب - في تصريح خاص لـ"العرب مباشر - أن "الاشتباكات الأخيرة كشفت عن فجوة عميقة في الثقة، وأن حالة التمرد المتصاعدة تعكس احتقانًا تراكميًا تراكم لسنوات، ولم تُفلح الوعود الرسمية في احتوائه".


من جهته، اعتبر السياسي السوري محسن حزام، في تصريح، أن التعامل الأمني مع مشكلات الجنوب "يثبت فشله للمرة الألف"، مضيفًا: السويداء ليست مشكلة عسكرية، بل سياسية واجتماعية بامتياز.


واضاف : لا يمكن للدولة أن تُمسك العصا من الوسط إلى ما لا نهاية عليها أن تعيد النظر في رؤيتها للمنطقة، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة تمامًا".