«سأنتقل شهيدًا».. اغتيال قيس سعيد هل يدبره الإخوان في تونس؟

أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن الأجهزة رصدت مخططا لاغتياله

«سأنتقل شهيدًا».. اغتيال قيس سعيد هل يدبره الإخوان في تونس؟
الرئيس التونسي قيس سعيد

كشف الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس الجمعة، عن مخططات سعت لاغتياله، معتبرًا أنها محاولات يائسة، وأنه لا يخاف إلا رب العالمين، لتعيد تصريحات الرئيس التونسي إلى الأذهان محاولة الاغتيال التي استهدفته مطلع العام الجاري. 

سعيد: سأنتقل شهيدًا

وخلال إشرافه على مراسم التوقيع على اتفاقية توزيع مساعدات اجتماعية لصالح العائلات الفقيرة، توجه الرئيس التونسي بالسؤال للشعب التونسي حول ممارسات الإخوان: "أين هم من الإسلام ومن مقاصده كيف يتعرضون لأعراض النساء والرجال ويكذبون.. الكذب لديهم أصبح من أدوات السياسة".


وتابع الرئيس سعيد: "أقول لهم أعرف ما تدبرون.. أنا لا أخاف إلا الله رب العالمين وبالرغم من محاولاتهم اليائسة التي تصل إلى التفكير في الاغتيال والقتل والدماء.. سأنتقل شهيدا إن مت اليوم أو غدا إلى الضفة الأخرى من الوجود عند أعدل العادلين".

معلومات استخبارية

وبحسب التقارير، فقد جاءت تصريحات الرئيس التونسي استنادًا إلى معلومات استخباراتية، لتعيد هذه التصريحات إلى الأذهان ما أعلنته الرئاسة التونسية في بداية العام الجاري عن محاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد.  

وتأتي التتبعات الأمنية اليقظة في تونس بصفة خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، حيث أعلن الرئيس سعيد سلسلة من القرارات بهدف إنقاذ تونس من براثن جماعة الإخوان التي أدخلت البلاد إلى نفق مظلم، سواء على مستوى الاحتقان السياسي أو الاجتماعي أو تردي الأوضاع الصحية والاقتصادية. 

وقرر الرئيس التونسي تجميد عمل البرلمان الذي تسيطر عليه أغلبية من حزب حركة النهضة الإخواني، إضافة إلى إقالة حكومة هشام المشيشي، ورفع الحصانة عن نواب البرلمان، ثم شرع في سلسلة من التحقيقات تكشف عن تورط مسؤولي النهضة في عمليات فساد واسعة داخل تونس. 

النهضة معنية باتهامات الرئيس

ومن جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي التونسي صغير الحيدري، أن الرئيس سعيد كان واضحا في توجيه الاتهام إلى الإسلاميين بعينهم واتهاماته ليست وليدة اللحظة في الواقع باعتبار أنه اتهم في وقت سابق شخصا يتنقل بين تونس والخارج للإعداد لاغتياله، وهو أمر غاية في الخطورة.

وفى تصريحاته لـ"العرب مباشر"، قال الحيدري إن النهضة اعتبرت نفسها أنها معنية باتهامات الرئيس سعيد وهو ما دفعها إلى دعوة القضاء التونسي لفتح تحقيق في الأمر على لسان الناطق الرسمي باسمها وهو ما يجعل إمكانية التصعيد بين الطرفين حد المواجهة المباشرة مطروحة أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح الصحفي التونسي، أن الثابت أن ذلك يؤثر في المزاج الشعبي التونسي باعتبار خطورة المسألة فاليوم أكثر من سؤال يطرح عن تداعيات هذه التصريحات وما ستترتب عنه في الأيام المقبلة من إجراءات في سياق الأزمة السياسية.

اغتيال بمادة الريسين

وكانت الرئاسة التونسية أعلنت في يناير الماضي، عن مخطط لاغتيال الرئيس قيس سعيد بطرد مشبوه في يناير الماضي، إذ كانت محاولة لتسميم الرئيس عندما وصل لقصر قرطاج، وتسبب الطرد المشبوه في إصابة مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة بوعكة صحية وعمى مؤقت.

 وقال مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" الإخبارية، في أواخر يناير الماضي، إن الظرف كان يحتوي على مادة الريسين.

وأوضحت شبكة "روسيا اليوم" في ذلك الوقت، أن الريسين ليس مركبا كيميائيا، بل هو سم موجود بشكل طبيعي في حبوب الخروع، ويمكن أن يكون على شكل مسحوق أو رذاذ أو حبيبات يمكن إذابتها في الماء.

وقال مصدر في الرئاسة التونسية في ذلك الوقت، إن الرئيس سعيد بخير ولم يفتح أي ظرف، فيما أعلنت الرئاسة التونسية في 28 يناير الماضي، أن مديرة الديوان الرئاسي أصيبت بتوعك بعد فتحها طردا بريديا لا يحمل اسم المرسل وموجها إلى الرئيس.

بيان الرئاسة يكشف الواقعة

وكشفت الرئاسة التونسية عن الواقعة للجمهور في ذلك الوقت، وقالت في بيان نشر على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إنها تلقت في 25 يناير الماضي، بريدا خاصا، موجها إلى الرئيس قيس سعيد يتمثل في ظرف لا يحمل اسم المرسل، تولت «الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي فتحه، فوجدته خاليا من أي مكتوب».

وأكدت الرئاسة أنه بمجرد فتح مديرة الديوان الرئاسي للظرف، تعكر وضعها الصحي، وشعرت بحالة من الإغماء، وفقدان شبه كلي لحاسة البصر، فضلا عن صداع كبير في الرأس، موضحة أن موظفا في الرئاسة كان موجودا لدى فتح الظرف شعر بالأعراض نفسها، لكن بدرجة أقل.

مخطط تسميم بالخبز

وبعد وقت قليل، جاءت الأنباء عن محاولة اغتيال جديدة ومخطط لتسميم الرئيس التونسي قيس سعيد عن طريق أحد عمال مخبز يزود الرئاسة التونسية بالخبز.

وفى ذلك الوقت، كشف أحد عمال المخبز المذكور للوحدات الأمنية عن مخطط كامل أعده رجل أعمال، وحاولوا إقحامه فيه لاغتيال الرئيس سعيد،  حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية في ذلك الوقت.