ترويج للمشاعر وكبح للآراء المعادية.. كيف استغلت قطر المونديال للترويج لأجندتها السياسية؟

استغلت قطر المونديال للترويج لأجندتها السياسية

ترويج للمشاعر وكبح للآراء المعادية.. كيف استغلت قطر المونديال للترويج لأجندتها السياسية؟
صورة أرشيفية

إذا أثبت كأس العالم في قطر أي شيء، فهو أن الرياضة والسياسة توأمان سياميان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، حيث ظهرت السياسة في كل منعطف على طريق كأس العالم، سواء كان يتعلق بالحق في حرية التعبير للاعبين والمعلقين الرياضيين والمشجعين؛ حول الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران. المشاعر المعادية لإسرائيل بين القطريين والعرب، ورد فعل عنيف ضد منتقدي قطر من الغرب أو الرفض الديني المتطرف لكرة القدم كرياضة.

استغلال العرب

وبحسب مجلة "مودرن دبلوماسي" الأميركية، فقد تراوحت الجهود القطرية لإدارة التدخل في السياسات الإقليمية من انتقاء واختيار الاحتجاجات التي تناسب أجندة سياستها الخارجية إلى السعي، حيثما أمكن، إلى ضمان أن الأحداث في أماكن أخرى في المنطقة لن تلقي بظلالها على المشاعر أو تأجيجها خلال كأس العالم، فاستغلت قطر مشاعر المشجعين العرب تجاه فلسطين والدعم الكبير للقضية الفلسطينية من أجل الترويج لأجندتها المتطرفة والإعلان عن دعم بعض الجماعات الجهادية التي يرفضها العرب، متجاهلة علاقاتها القوية السرية مع إسرائيل، حيث تعد قطر أول دولة خليجية تضخ أموالاً في إسرائيل عندما مولت في عام 2006 ملعبًا بقيمة ستة ملايين دولار في مدينة سخنين ذات الأغلبية الإسرائيلية الفلسطينية، وهو استثمار قبل فترة طويلة.

العلاقات مع إيران

وأكدت المجلة الأميركية، أن إيران وهي أحد أبرز شركاء إيران كانت تمثل معضلة كبيرة لقطر في كأس العالم، حيث سمح الحفاظ على العلاقات مع إيران لقطر ، في بعض الأحيان ، بأن تكون وسيطًا في الخلفية مع الولايات المتحدة في قضايا مثل المحادثات المحتضرة لإحياء الحرب الإيرانية عام 2015، لذلك لم تسمح قطر بالتحول لساحة للتعبير عن آرائهم الرافضة للنظام الحاكم الإيراني، ونتيجة لذلك سعت قطر إلى منع الرايات والقمصان وأعلام ما قبل الثورة المناهضة للحكومة من دخول الملاعب، حلت المشكلة نفسها عندما خرجت إيران من كأس العالم في دور المجموعات.

وتابعت أن القضية الكبرى لا تزال قائمة، حيث تظهر بطولة كأس العالم في قطر أن إصرار الفيفا على إمكانية الفصل بين الرياضة والسياسة هي بمثابة خيال سياسي، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه يُمكِّن للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ومضيفي كأس العالم الاستبداديين مثل قطر من تقرير ما هو التعبير الملائم وغير الملائم للسياسة، هذا بالكاد يجعل مجال اللعب متكافئًا ، ونقطة البداية لأي رياضة.