بولتيكو: قمة شرم الشيخ للسلام.. نهاية حرب غزة وبداية مرحلة جديدة في المنطقة
بولتيكو: قمة شرم الشيخ للسلام.. نهاية حرب غزة وبداية مرحلة جديدة في المنطقة

شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية حدثًا تاريخيًا جديدًا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع اتفاق سلام أنهى الحرب التي استمرت لعامين بين إسرائيل وحركة حماس، في مشهد وصفه ترامب بأنه بداية "يوم جميل يشرق على الشرق الأوسط"، معتبرًا الاتفاق إنجازًا سياسيًا ودبلوماسيًا يمكن أن يعيد رسم ملامح المنطقة ويعد من أبرز نجاحاته في السياسة الخارجية، وفقًا لما نقلته مجلة "بولتيكو" الأمريكية.
اتفاق يضع حدًا لحرب غزة ويعيد الأمل للمنطقة
جاءت مراسم التوقيع في أجواء احتفالية بحضور قادة وزعماء من الشرق الأوسط وأوروبا، حيث أكد ترامب -خلال كلمته- أن هذا الاختراق التاريخي لا يمثل مجرد نهاية لحرب غزة، بل هو بداية جديدة لمنطقة بأكملها، مشيرًا أن الوقت قد حان لبناء شرق أوسط قوي ومستقر ومزدهر، موحد في رفضه لطريق الإرهاب والعنف.
وقال ترامب أمام الحضور: إن ما تم تحقيقه اليوم هو ثمرة جهود استمرت لعقود طويلة، مضيفًا أن العالم اعتاد على اعتبار الصراع في الشرق الأوسط القضية الأكثر تعقيدًا في التاريخ الحديث، لكنه اليوم يشهد تحولاً غير مسبوق.
وأضاف: لطالما قالوا "إن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ من الشرق الأوسط، لكن هذا لن يحدث".
حضور عربي ودولي واسع في قمة شرم الشيخ
شارك في القمة عدد من القادة العرب والمسلمين، على رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذين لعبوا جميعًا أدواراً محورية في التوصل إلى الاتفاق وإنهاء النزاع بين إسرائيل وحماس.
كما حضر القمة أيضًا قادة أوروبيون من أبرزهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى جانب عشرات من المسؤولين والدبلوماسيين الدوليين.
ورغم توجيه دعوة رسمية من ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمشاركة في القمة، إلا أن الأخير اعتذر عن الحضور مبررًا غيابه بتزامن القمة مع عطلة يهودية.
تحديات ما بعد الاتفاق
ورغم الأجواء الاحتفالية، ألقت القمة بظلالها على التحديات التي تنتظر تطبيق بنود الاتفاق الجديد، حيث تم صباح اليوم ذاته الإفراج عن عشرين أسيرًا إسرائيليًا مقابل أسرى فلسطينيين ضمن المرحلة الأولى من الهدنة، فيما بدأت إسرائيل انسحابها التدريجي من قطاع غزة.
غير أن مستقبل حركة حماس وآلية إدارة القطاع ما زالا موضع نقاش بين الأطراف المختلفة.
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي عمل إلى جانب مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، أن المهمة لم تنته بعد، قائلاً: إنهما سيظلان منخرطين بشكل مباشر لضمان صمود السلام الهش.
وأشار إلى أن العلاقات الواسعة التي تجمع الإدارة الأمريكية بكل من قطر والسعودية ومصر كانت عنصرًا أساسيًا في تحقيق هذا التفاهم، إلى جانب علاقة ترامب الوثيقة بالرئيس التركي أردوغان التي ساعدت على توحيد المواقف الإقليمية.
خطة ترامب للسلام.. عشرون بندًا ترسم مستقبل غزة
أوضحت مصادر دبلوماسية، أن اتفاق شرم الشيخ جاء ثمرة تحركات مكثفة بدأها ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، حيث عقد سلسلة لقاءات مع عدد من القادة لبحث الخطوات الأخيرة نحو ما وصفه بـ"السباق النهائي نحو السلام".
وتتضمن الخطة التي حملت اسم "خطة ترامب من 20 بندًا" ترتيبات سياسية وأمنية وإعادة إعمار، يُعتقد أنها تميل لمصلحة إسرائيل في بعض الجوانب، لكنها تمثل في الوقت ذاته أرضية مشتركة لبناء مرحلة جديدة في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية.
واشنطن تؤكد أهمية الحدث التاريخي
وفي تصريحات صحفية سبقت مراسم التوقيع، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: إن هذا اليوم يُعد أحد أهم الأيام في تاريخ السلام العالمي منذ نصف قرن، مؤكدًا أن الاتفاق الجديد لا يمثل مجرد نهاية حرب، بل بداية مسار طويل لإعادة بناء الثقة والأمن في المنطقة.
استغل ترامب أجواء القمة لدعوة مزيد من دول الشرق الأوسط للانضمام إلى "اتفاقات أبراهام" التي وُقعت عام 2020 بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات، وانضمت إليها لاحقًا المغرب والسودان.