خبراء: مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة يؤكد القيادة المصرية لمرحلة ما بعد الحرب ويحول اتفاق السلام إلى واقع تنموي
خبراء: مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة يؤكد القيادة المصرية لمرحلة ما بعد الحرب ويحول اتفاق السلام إلى واقع تنموي

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر عالمي لإعادة إعمار غزة في نوفمبر المقبل، بمشاركة واسعة من الدول المانحة والمنظمات الدولية، وذلك في أعقاب نجاح قمة شرم الشيخ للسلام التي وضعت أسس إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار بشكل دائم في القطاع.
وبحسب مصادر دبلوماسية مصرية، يأتي المؤتمر بدعم مباشر من الولايات المتحدة ومصر، إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول العربية والخليجية، بهدف إعادة بناء ما دمرته الحرب، ودعم جهود التعافي الإنساني والاقتصادي في غزة.
وأكدت المصادر، أن التحضيرات جارية على أعلى مستوى بالتنسيق بين وزارتي الخارجية والتعاون الدولي في مصر، حيث يجري إعداد خطة شاملة لإعادة الإعمار تشمل البنية التحتية، والمستشفيات، والمدارس، ومشروعات الطاقة والمياه والإسكان، مع التركيز على ضمان وصول المساعدات بشكل عادل إلى سكان القطاع.
ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر إطلاق تعهدات مالية ضخمة من قبل المانحين، إلى جانب تشكيل آلية رقابة دولية تشرف على تنفيذ مشاريع الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والجهات المعنية، بما يضمن الشفافية وسرعة التنفيذ.
ويأتي تنظيم المؤتمر في القاهرة ليؤكد الدور المصري المحوري في قيادة جهود السلام والاستقرار في المنطقة، واستمرار التنسيق المصري الأمريكي في دعم الحل السياسي الشامل، وتحقيق التنمية المستدامة في الأراضي الفلسطينية بعد سنوات من الصراع.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني د. طلال عوكل، أن الإعلان عن مؤتمر عالمي لإعادة إعمار غزة في القاهرة خلال نوفمبر المقبل يمثل ترجمة عملية لنجاح قمة شرم الشيخ للسلام، وخطوة محورية نحو تثبيت وقف إطلاق النار وتحويل التعهدات السياسية إلى خطوات تنموية ملموسة.
وأوضح عوكل -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن استضافة القاهرة للمؤتمر بدعم أمريكي ودولي تعكس الثقة في الدور المصري وقدرته على إدارة ملفات ما بعد الحرب، خاصة أن مصر كانت المحرك الرئيسي لاتفاق وقف إطلاق النار، وهي اليوم تقود جهود إعادة البناء والاستقرار في القطاع.
وأضاف: أن المؤتمر المنتظر سيشكل منصة دولية لتوحيد الجهود الإنسانية والاقتصادية، ووضع خطة واضحة لإعادة إعمار البنية التحتية، ودعم الاقتصاد المحلي، وتوفير فرص عمل لأبناء غزة بعد سنوات من الحصار والدمار.
وأشار المحلل الفلسطيني، أن نجاح المؤتمر يعتمد على ضمان الشفافية في إدارة الأموال، ووجود آلية دولية لمتابعة التنفيذ، إلى جانب التنسيق بين الأطراف الفلسطينية ومصر والأمم المتحدة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه دون استغلال سياسي.
وختم عوكل تصريحه بالتأكيد على أن التحرك المصري – الأمريكي– الدولي المشترك نحو إعمار غزة هو بداية لمرحلة جديدة عنوانها السلام والبناء بدلاً من الصراع والدمار، ما يعزز فرص الاستقرار في المنطقة ويمهد الطريق لحل سياسي دائم وعادل.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، أن مؤتمر القاهرة العالمي لإعادة إعمار غزة، المقرر عقده في نوفمبر المقبل، يمثل مرحلة جديدة في إدارة ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، مشددًا على أن المؤتمر يأتي تتويجًا لنجاح قمة شرم الشيخ للسلام، التي أرست قواعد التهدئة الدائمة وفتحت الباب أمام مسار سياسي واقتصادي متكامل.
وأوضح فهمي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر -، أن استضافة مصر للمؤتمر بدعم أمريكي ودولي واسع تعكس إدراك المجتمع الدولي لأهمية الدور المصري في ضمان الاستقرار، ليس فقط عبر الوساطة السياسية، بل من خلال إعادة بناء ما دمرته الحرب وتحسين الظروف المعيشية لسكان غزة.
وأضاف: أن القاهرة تعمل على إعداد خطة متكاملة لإعادة الإعمار تشمل البنية التحتية، ومشروعات الإسكان والطاقة والمياه والتعليم، بالتعاون مع الأمم المتحدة والدول المانحة، موضحًا أن مصر تسعى لتحويل الزخم السياسي إلى نتائج اقتصادية وإنسانية ملموسة تضمن استدامة الهدوء في القطاع.
وأشار د. فهمي إلى أن المؤتمر يحمل رسائل متعددة، أهمها أن التحالف المصري – الأمريكي – العربي بات يقود مسارًا جديدًا للسلام في الشرق الأوسط يقوم على الإعمار والتنمية بدلًا من المواجهة العسكرية، مؤكدًا أن هذا التوجه سيعيد الثقة للشعب الفلسطيني في جدية المجتمع الدولي تجاه قضيته.
واختتم بالقول: إن نجاح المؤتمر سيشكل نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية، ويعزز مكانة مصر كـ"قلب الجهود الإقليمية" الساعية إلى ترسيخ السلام العادل والاستقرار الشامل في المنطقة.