أستاذ علوم سياسية: مفاوضات غزة تتقدم بخطوات ثابتة وسط مناقشات حول الأسرى والسلاح

أستاذ علوم سياسية: مفاوضات غزة تتقدم بخطوات ثابتة وسط مناقشات حول الأسرى والسلاح

أستاذ علوم سياسية: مفاوضات غزة تتقدم بخطوات ثابتة وسط مناقشات حول الأسرى والسلاح
حرب غزة

تتواصل في مدينة شرم الشيخ المصرية المشاورات غير المباشرة بين وفد حركة حماس وإسرائيل، برعاية مصرية وبدعم من الوفد الأمريكي، في محاولة للوصول إلى اتفاق شامل ينهي الحرب الدائرة في قطاع غزة، وذلك ضمن مناقشة المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت مصادر مطلعة: إن الاجتماعات الأخيرة شهدت تقدمًا محدودًا في بعض الملفات الإنسانية، بينما ما تزال القضايا الجوهرية مثل تسليم الأسرى، وترتيبات الأمن، ومستقبل السلاح في القطاع محل نقاش مكثف بين الجانبين.

وبحسب المصادر، تم تبادل القوائم الأولية للأسرى والمحتجزين من الجانبين كخطوة أولى نحو اتفاق تبادل، في حين ترفض حماس إدراج بند “نزع السلاح” ضمن أي اتفاق نهائي، معتبرة أن السلاح يمثل “خطاً أحمر” لا يمكن التنازل عنه في المفاوضات.

وتعمل الوساطة المصرية والأمريكية على تقريب وجهات النظر للتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل، يتضمن انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق داخل القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإطلاق خطة لإعادة الإعمار تحت إشراف دولي.

وتصف المصادر الأجواء في الاجتماعات بأنها "إيجابية بحذر"، مع وجود توافق مبدئي على إنهاء العمليات العسكرية، لكن الخلافات حول آليات التنفيذ والضمانات الأمنية ما زالت تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي.

ويرى مراقبون، أن مبادرة ترامب تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة واشنطن والقاهرة على تحقيق اختراق سياسي في الأزمة، خاصة في ظل تمسك كل طرف بمطالبه الأساسية، وحرص الأطراف الإقليمية على إنهاء الحرب وتجنب انفجار الوضع الإنساني في غزة.

وأكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن المفاوضات الجارية بشأن إنهاء الحرب في غزة تسير بشكل إيجابي، وسط أجواء من الجدية والحرص من جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق شامل يُنهي العمليات العسكرية ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار.

وأوضح فهمي لـ"العرب مباشر"، أن اللقاءات المستمرة في شرم الشيخ بمشاركة وفود من حماس وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، تشهد تقدمًا واضحًا في الملفات الإنسانية والأمنية، خاصة ما يتعلق بتبادل الأسرى وترتيبات تسليم السلاح، مشيرًا أن المناقشات الحالية تركز على آليات تنفيذ الاتفاق وضمان استمراريته.

وأضاف: أن الدور المصري يظل محوريًا في إدارة المشاورات، لما تمتلكه القاهرة من علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، وقدرتها على تهيئة بيئة تفاوضية بناءة، موضحًا أن الوفد الأمريكي يعمل على دعم مبادرة الرئيس ترامب التي تضع إطارًا زمنيًا واضحًا لوقف النار، يليها خطوات ميدانية متفق عليها لضمان الأمن وإعادة الإعمار.

واختتم فهمي تصريحه، بالتأكيد على أن المحادثات الحالية تمثل الفرصة الأهم منذ بدء الحرب، وأن استمرارها بهذا الزخم يعكس رغبة حقيقية في إنهاء الأزمة، وبدء مرحلة جديدة من التهدئة والاستقرار في قطاع غزة والمنطقة.