محلل فلسطيني: إعادة إعمار غزة مرتبطة بتسليم حماس جزءًا من سلاحها

محلل فلسطيني: إعادة إعمار غزة مرتبطة بتسليم حماس جزءًا من سلاحها

محلل فلسطيني: إعادة إعمار غزة مرتبطة بتسليم حماس جزءًا من سلاحها
خطة ترامب لوقف الحرب

شهد قطاع غزة خلال الأيام الماضية تحركات واسعة لإطلاق مشاريع إعادة الإعمار، بالتزامن مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال قمة شرم الشيخ للسلام. تأتي هذه الخطوات ضمن خطة شاملة لتوفير الخدمات الأساسية وتحسين البنية التحتية للقطاع بعد سنوات من الصراع.


وقالت مصادر محلية إن السلطات المصرية تعمل على تسريع دخول المواد الإنشائية والمساعدات الإنسانية عبر معابر رفح، بالتنسيق مع الجهات الدولية، لضمان وصولها إلى المدنيين بشكل سريع وآمن، وأشارت المصادر إلى أن هذه التحركات تشمل إصلاح المباني السكنية والمستشفيات والمدارس، إضافة إلى إعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه المتضررة.

وفي سياق متصل، يترقب المجتمع الدولي إعلان خطوات عملية من حركة حماس لتسليم جزء من أسلحتها، بما يتماشى مع اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في شرم الشيخوأكدت المصادر أن ملف تسليم السلاح يبقى محوريًا لضمان استقرار الوضع على الأرض وفتح الطريق أمام مشاريع التنمية.

وقال خبراء في الشأن الفلسطيني، إن نجاح خطة إعادة الإعمار يرتبط بشكل مباشر بتعاون الفصائل الفلسطينية مع الجهات الدولية، وامتثال حماس للالتزامات المتعلقة بتخفيف التوتر العسكري، مؤكّدين أن تنفيذ هذه الاتفاقيات سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة القطاع على الانتقال نحو مرحلة السلام والتنمية.

وتأتي هذه التحركات بعد شهور من الخسائر الكبيرة في غزة، حيث يسعى المجتمع الدولي والدولة المصرية إلى تحقيق استقرار مستدام، والتأكيد على أن إعادة الإعمار والتخفيف من معاناة السكان لن يتحقق إلا عبر حل شامل ومراقب لمسألة السلاح في القطاع.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. مازن عفيفي، إن تحركات إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد قمة شرم الشيخ تمثل "فرصة حقيقية لاستقرار الوضع الإنساني والسياسي في القطاع"، لكنها مشروطة بخطوات عملية من حركة حماس بشأن تسليم جزء من أسلحتها.

وأضاف عفيفي - في تصريحاته لـ"العرب مباشر" - أن المجتمع الدولي يتابع عن كثب التزام الفصائل الفلسطينية بالاتفاقيات الأخيرة، مؤكدًا أن "نجاح إعادة الإعمار يرتبط مباشرة بقدرة حماس على الحد من الأنشطة العسكرية وفتح المجال أمام مشاريع التنمية والخدمات الأساسية".

وأشار المحلل الفلسطيني إلى أن دخول المواد الإنشائية والمساعدات عبر معابر القطاع يمثل مؤشرًا إيجابيًا، لكنه شدد على أن ضمان استمرار هذه العمليات مرتبط بالالتزام الكامل بالتفاهمات الأمنية والسياسية التي تم الاتفاق عليها في شرم الشيخ.

وأوضح عفيفي أن أي تأخير في تسليم السلاح أو خرق للاتفاقيات قد يؤدي إلى تعطيل مشاريع الإعمار ويزيد من حدة التوتر، مضيفًا: "الرسالة واضحة لكل الأطراف: إعادة بناء غزة ليست ممكنة دون تقليص التوتر العسكري وتحقيق قدر من الاستقرار السياسي".

واختتم المحلل تصريحاته مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد قدرة القطاع على الانتقال من مرحلة التدمير والمعاناة إلى مرحلة التنمية والبناء، معتبرًا أن نجاح هذه الخطة سيُشكل نموذجًا لإدارة الملفات الإنسانية والسياسية في مناطق النزاع.