ترامب يُوجه تحذيرًا لروسيا: لقاء حاسم في بودابست لإنهاء حرب أوكرانيا
ترامب يُوجه تحذيرًا لروسيا: لقاء حاسم في بودابست لإنهاء حرب أوكرانيا

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته توجيه الأنظار نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد نجاحه في دفع جهود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، حسبما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
وفي خطوة تهدف إلى وضع الضغوط على روسيا، كشف ترامب عن خطط للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الهنغارية بودابست، لمناقشة سبل إنهاء الصراع المستمر منذ فبراير 2022.
جهود أمريكية
وفي الوقت نفسه، يستعد ترامب لاستقبال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض اليوم الجمعة، في لقاء يتوقع أن يركز على دعم عسكري محتمل لكييف، بما في ذلك إمكانية تزويدها بصواريخ توماهوك بعيدة المدى.
كما أعلن ترامب، الخميس، أنه سيلتقي مع بوتين في بودابست، برفقة مستشارين رفيعي المستوى، لمناقشة إنهاء الحرب التي وصفها بـ"غير المجيدة" بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار ترامب، في منشور على منصته "تروث سوشال"، إلى أن محادثة هاتفية أجراها مع بوتين أسفرت عن تقدم كبير، حيث هنأه الرئيس الروسي على "الإنجاز العظيم" المتمثل في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يتم اللقاء المباشر بين الزعيمين خلال الأسبوعين المقبلين، وهو اللقاء الثاني من نوعه خلال الولاية الثانية لترامب.
تأتي هذه الخطوة بعد أن استفادت روسيا بشكل غير مباشر من الحرب في غزة، التي شغلت الولايات المتحدة والدول الغربية عن التركيز على الصراع الأوكراني.
استغلال نجاح وقف حرب غزة
وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وبدء عملية سلام واعدة، يبدو أن ترامب يعيد توجيه اهتمامه نحو أوكرانيا، بهدف وضع حد للصراع الذي يقترب من ذكراه السنوية الرابعة.
صواريخ توماهوك: ورقة ضغط محتملة
في سياق الضغوط على موسكو، أثار ترامب احتمال تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، القادرة على استهداف مواقع عسكرية وصناعية داخل روسيا بدقة من مسافة تصل إلى ألف ميل.
وخلال تصريحات صحفية في وقت سابق من الأسبوع، ألمح ترامب إلى استخدام هذه الصواريخ كورقة مساومة مع روسيا، قائلاً إنه قد يوجه رسالة لبوتين مفادها: "إذا لم يتم تسوية هذه الحرب، سأرسل صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا".
ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الأربعاء، أن "القوة النارية" قادمة لدعم أوكرانيا، دون أن يشير صراحة إلى صواريخ توماهوك. ومع ذلك، أثارت هذه التصريحات قلق الكرملين، الذي وصف تزويد كييف بهذه الصواريخ بأنه "تصعيد خطير"، محذرًا من تبعاته.
ردود فعل دولية وتوقعات دبلوماسية
أعربت روسيا، من خلال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، عن ترحيبها بأي مبادرات تهدف إلى إيجاد حلول سلمية، مؤكدة أنها "منفتحة وجاهزة" للحوار.
ومع ذلك، ألقت موسكو باللوم على أوكرانيا، مدعية أن "تعنت" كييف هو السبب في استمرار الحرب، وهي اتهامات رفضتها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بشدة، مشيرين إلى أن روسيا هي التي بدأت الصراع وتستخدم تكتيكات التأخير لتحقيق مكاسب إقليمية.
وفي الوقت نفسه، أشارت فيكتوريا كوتس، نائبة رئيس معهد ديفيس في مؤسسة هيريتيج، إلى أن الزخم الناتج عن تسوية الصراع في غزة قد يسهم في حل الأزمة الأوكرانية.
وأوضحت كوتس، في مقابلة مع برنامج "سكووك بوكس" على قناة CNBC، أن نجاح ترامب في حشد الدعم الدولي لتسوية الصراعات قد يضع ضغوطًا إضافية على بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
تحديات وتوقعات
وأكدت الشبكة الأمريكية أنه على الرغم من التفاؤل الحذر الذي أبداه ترامب، إلا أنه اعترف بأن إنهاء الحرب في أوكرانيا أصعب مما توقع، قائلًا: "كنت أعتقد أن تسوية الأمر ستكون سهلة، لكنها أكثر تعقيدًا مما حققناه في غزة".
وفي ظل التوترات المتصاعدة، يبدو أن ترامب يتبنى نهجًا أكثر صرامة تجاه روسيا، خاصة بعد أن وصفها بـ"النمر الورقي"، مهددًا بفرض عقوبات إضافية، وهو ما خيب آمال كييف وشركاء واشنطن الغربيين الذين كانوا يأملون في خطوات أكثر حسمًا.
من جهته، يرى المحلل بيتر ديكنسون، رئيس تحرير نشرة "أوكرانيا ألرت" التابعة لمجلس الأطلسي، أن تهديد ترامب بتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك قد يمثل نقطة تحول في الصراع.
وأشار ديكنسون إلى أن ترامب، من خلال هذا التهديد، يمكنه أن يثبت لبوتين أنه لن يتراجع بسهولة، مما قد يدفع روسيا لإعادة تقييم موقفها والدخول في مفاوضات جادة.