محلل سياسي مغربي: احتجاجات جيل زد إنذار للحكومة بضرورة مراجعة سياساتها الاجتماعية
محلل سياسي مغربي: احتجاجات جيل زد إنذار للحكومة بضرورة مراجعة سياساتها الاجتماعية

تشهد عدد من المدن المغربية -خلال الأيام الأخيرة- موجة احتجاجات متصاعدة، يقودها شباب ينتمي معظمه إلى جيل “زد”، وسط تزايد الأصوات المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتزايد معدلات البطالة.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية وتوفير فرص عمل حقيقية، مؤكدين أن جيلهم يواجه تحديات معيشية صعبة رغم تطور بعض المؤشرات الاقتصادية الكلية التي تتحدث عنها الحكومة.
واعتبر المحتجون أن السياسات الحالية لم تنجح في تحقيق العدالة الاجتماعية أو في فتح آفاق جديدة للشباب في التعليم وسوق العمل.
من جانبها، دعت الحكومة المغربية إلى الهدوء، مؤكدة التزامها بمواصلة تنفيذ البرامج التنموية الموجهة للشباب والمناطق المهمشة، فيما شددت وزارة الداخلية على ضرورة احترام القانون وعدم الإخلال بالأمن العام أثناء التظاهر.
ويرى مراقبون، أن ما يحدث يعكس تحوّلاً في نمط التعبير لدى الأجيال الجديدة، التي باتت تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للحشد ونقل رسائلها، مما يجعل تعامل الدولة مع هذه الاحتجاجات أكثر تعقيدًا من السابق.
ومع تصاعد الغضب الشعبي، يطرح الشارع المغربي تساؤلات حول مدى استجابة السلطات لمطالب المحتجين، وما إذا كانت المرحلة المقبلة ستشهد انفراجًا حقيقيًا في الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تشغل جيل الشباب.
وقال المحلل السياسي المغربي د. عبدالإله بن عزيز: إن الاحتجاجات التي يشهدها الشارع المغربي مؤخرًا، خاصة من قبل جيل الشباب، تمثل إنذارًا حقيقيًا للحكومة بضرورة إعادة النظر في سياساتها الاجتماعية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تعكس حالة من الإحباط لدى فئة واسعة من المواطنين تجاه الواقع المعيشي.
وأوضح بن عزيز -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن “جيل زد” يتميز بقدرته العالية على التنظيم الرقمي واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للتأثير والضغط، وهو ما يمنحه قوة رمزية كبيرة في نقل رسائله وتوسيع رقعة الاحتجاج.
وأضاف: أن المطالب التي يرفعها المحتجون مشروعة، وتتمحور حول تحسين جودة الحياة، وتوفير فرص عمل، وضمان العدالة الاجتماعية، مؤكدًا أن تجاهل هذه الأصوات قد يؤدي إلى مزيد من التوتر الاجتماعي، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة.
وأكد المحلل المغربي، أن على الحكومة أن تتبنى مقاربة جديدة تقوم على الحوار المباشر مع الشباب، والاستماع إلى تطلعاتهم بدل الاكتفاء بالحلول التقليدية، معتبرًا أن المرحلة الراهنة تتطلب جرأة سياسية وإصلاحات ملموسة لاستعادة ثقة الشارع المغربي.