إسرائيل تعبّئ الاحتياط وتستعد لتوسيع حرب غزة.. ومصير الأسرى في مهب الريح
إسرائيل تعبّئ الاحتياط وتستعد لتوسيع حرب غزة.. ومصير الأسرى في مهب الريح

أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه سيقوم في الأيام القليلة المقبلة باستدعاء آلاف من جنود الاحتياط، في خطوة تشير إلى توسع محتمل في عملياته العسكرية داخل قطاع غزة، في وقت تواصل فيه محادثات وقف إطلاق النار تعثرها دون إحراز تقدم ملموس، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
خطة عسكرية
وتابعت الشبكة الأمريكية، أن هذا الإعلان بعد تقارير تفيد بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق هرتسي هاليفي، قد قدم، يوم الجمعة، خطة جديدة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يشرائيل كاتس، تهدف إلى تكثيف الضغط العسكري على حركة حماس.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن الخطة تتضمن إخلاء المدنيين الفلسطينيين من شمال ووسط قطاع غزة تمهيدًا لعمليات عسكرية موسعة في تلك المناطق، في تكرار للتكتيكات التي استخدمها الجيش الإسرائيلي سابقًا خلال معاركه في مدينة رفح جنوب القطاع.
وأفادت الهيئة - نقلاً عن مصادر لم تسمّها-، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) من المتوقع أن يصادق على هذه الخطة يوم الأحد.
قلق عميق بين عائلات الأسرى
وقد أثارت هذه التطورات قلقًا شديدًا لدى عائلات 59 أسيرًا إسرائيليًا ما يزالون محتجزين لدى حركة حماس داخل قطاع غزة، منذ الهجوم الذي شنته الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي تسبب في اندلاع حرب مدمرة استمرت حتى الآن لأكثر من 18 شهراً، وأسفرت عن مقتل أكثر من 50,000 شخص في غزة.
وفي بيان وصف بأنه "نداء عاجل ومؤلم"، حذّر مقر منتدى عائلات الأسرى والمفقودين من أن "أي تصعيد في القتال من شأنه أن يعرّض حياة الأسرى – سواء الأحياء أو من قضوا – لخطر مباشر وفوري".
وأضاف المنتدى، أن "الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي تعتبر أن إعادة الأسرى هي أولوية أخلاقية وطنية عليا لا يمكن التهاون بها".
الجمود في المفاوضات
ورغم الجهود الدبلوماسية المستمرة، إلا أن المفاوضات الرامية إلى تأمين الإفراج عن بقية الأسرى ما تزال متوقفة منذ أسابيع، وسط تعثر الوساطة التي تقودها مصر وقطر. وتطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، في حين تتهم إسرائيل الحركة برفض ما تصفه بـ"العروض المعقولة".
وفي تحول لافت في موقفه، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، ولأول مرة بشكل صريح، بأن "هزيمة أعداء إسرائيل أهم من تحرير الأسرى"، وهو ما أثار موجة انتقادات شديدة من ممثلي عائلات المحتجزين.
وكان نتنياهو قد كرر سابقًا أن من أهداف الحرب في غزة القضاء على حركة حماس وتأمين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، معتبرًا هذين الهدفين بمثابة أولويات متوازية.
إرجاء زيارة نتنياهو إلى أذربيجان
وفي سياق متصل، أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، يوم السبت، عن تأجيل زيارة نتنياهو إلى أذربيجان التي كانت مقررة في الفترة من 7 إلى 11 مايو الجاري، إلى موعد لاحق، وذلك بسبب ما وصفته بـ"جدول دبلوماسي وأمني مكثف"، مشيرة أن القرار جاء في ضوء "التطورات الحاصلة في غزة وسوريا".
يُذكر أن هذه التطورات تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تزداد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية، في ظل تصاعد العمليات العسكرية، وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، واستمرار الجمود في المسارات السياسية والدبلوماسية.