السويداء تشتعل من جديد.. مقتل عنصر أمني في هجوم مسلح وانتهاك للهدنة

السويداء تشتعل من جديد.. مقتل عنصر أمني في هجوم مسلح وانتهاك للهدنة

السويداء تشتعل من جديد.. مقتل عنصر أمني في هجوم مسلح وانتهاك للهدنة
احداث السويداء

شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا موجة جديدة من العنف، حيث أعلنت قناة الإخبارية السورية الرسمية، الأحد، أن مجموعات مسلحة شنت هجمات على عناصر من قوى الأمن الداخلي السوري، ما أسفر عن مقتل أحد العناصر وإصابة آخرين، إلى جانب قصف بالمدفعية استهدف عددًا من القرى في المحافظة التي تعيش حالة من الاضطراب الأمني منذ أسابيع، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.

انتهاك واضح لاتفاق الهدنة

ونقلت القناة عن مصدر أمني، أن هذه الهجمات تمثل خرقًا مباشرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في المنطقة ذات الغالبية الدرزية، والتي شهدت خلال الشهر الماضي اشتباكات دموية بين فصائل محلية وقبائل مسلحة، وأدت إلى مقتل المئات، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية ودولية.

ويعود تصاعد العنف في السويداء إلى 13 يوليو، عندما اندلعت اشتباكات بين مقاتلين من قبائل عربية سنية وفصائل درزية محلية في المدينة وعدد من البلدات المحيطة بها. 

وعلى الرغم من تدخل القوات الحكومية في محاولة لاحتواء الاشتباكات، إلا أن الوضع ازداد سوءًا مع امتداد القتال وتدخل إسرائيل بشن غارات جوية استهدفت مواقع للجيش السوري، معلنة أنها جاءت دعمًا للطائفة الدرزية.

السويداء.. محافظة على فوهة بركان

وتُعد السويداء معقلاً للطائفة الدرزية في سوريا، وهي أقلية دينية تنتمي إلى أحد المذاهب المنبثقة عن الإسلام، ولها وجود أيضًا في كل من لبنان وإسرائيل. 

وعلى الرغم من سيطرة الحكومة السورية الرسمية على المنطقة، إلا أن السويداء ظلت محافظة ذات خصوصية نسبية، حيث تشهد توترًا مزمنًا بين المكونات الاجتماعية المختلفة، خاصة بين القبائل السنية والدروز، بسبب نزاعات على الأراضي والموارد.

وكانت الولايات المتحدة قد رعت اتفاق هدنة بين الأطراف المتقاتلة في السويداء، أنهى أسبوعًا من القتال الذي امتد من المدينة إلى بلدات مجاورة، وتم الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية من قبل السلطات السورية للنظر في مسببات الصراع والهجمات التي وقعت خلال تلك الفترة.

إلا أن تجدد القصف والهجمات المسلحة يوم الأحد، بحسب الإخبارية السورية، يشير إلى هشاشة هذه التهدئة، في ظل استمرار وجود جماعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة ووجود توترات اجتماعية عميقة الجذور.

لا مؤشرات لحل دائم


وبينما يستمر الوضع في السويداء بالتأرجح بين الهدوء النسبي والانفجار المفاجئ، يزداد القلق من عودة دوامة العنف، وسط غياب حلول سياسية أو مبادرات مصالحة فعالة بين الأطراف المتنازعة، في وقت تشهد فيه سوريا عمومًا حالة من الجمود السياسي، وتدهورًا في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.