بالصوت والصورة.. قيادات إخوانية بنظام البشير تعترف: سرقنا الشعب وفكَّكنا الدولة

بالصوت والصورة.. قيادات إخوانية بنظام البشير تعترف: سرقنا الشعب وفكَّكنا الدولة
صورة أرشيفية

بعد سقوط نظام الرئيس السوداني عمر البشير، التابع والمدعوم من جماعة الإخوان، تم الكشف عن الكثير من الفضائح والفساد الذي كان يديره النظام بشكل مروع، ليتساقط كل منهم خلف الآخر.
 
فساد نظام البشير


منذ وصول الحركة الإسلامية في السودان إلى الحكم عقب انقلاب 1989، حرصت على نشر المنهج المتشدد في أروقة ومفاصل الدولة لفرض سيطرتها عليها، وبعد مرور حوالي 30 عامًا على الحكم، بدأت تخرج أسرار أكثر التنظيمات خطورة في العالم، وهو تنظيم الإخوان.


وفي آخر تلك الفضائح، نشرت قناة "العربية" مقطع فيديو لاعترافات خطيرة لأحد قادة نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، من جماعة الإخوان الإرهابية، يثبت فيها قيامهم بجرائم فساد ضخمة، والمتاجرة بأسرار الدولة في الخارج واستخدمت نفوذها لجني الملايين بالفساد والتربح الحرام ولم تطالها يد العدالة أو المحاسبة.
 
اعترافات خطيرة


ويتحدث "حسبو عبدالرحمن"، نائب الرئيس المخلوع الأسبق، في الفيديو، قائلاً إن: "معظم التشوهات في الاقتصاد يفعلها الإخوان بصراحة.. وأن التشوهات بقطاع الاقتصاد والمضاربة في الدولار جزء منها يقوم بها الإخوان ويعرفون معلومات الحكومة".


وأضاف عبدالرحمن أن "الأزمة الحقيقية في قضيتنا الاقتصادية هي الإخوان.. هم الشركات هم البنوك هم المضاربون ورؤساء الأعمال.. وهم المسيطرون على الدولة والحزب الحاكم.. الدولة تنهار والمشروع الإسلامي ينهار.. فمشروعكم مهدد".


كما يظهر القيادي الإخواني محمد الأمين العطايا، في الفيديو، وهو يخاطب مجموعة من قيادات النظام، ويقول إنه عندما جاء النظام الحاكم أي نظام البشير بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه ما سمي بحركة "ثورة الإنقاذ الوطني" الإخوانية، عام 1989، أقدمت الحكومة على خطوات "لكن للأسف" لم تراجع تلك الخطوات لمعرفة "ما الذي يحتاج إلى إصلاح أو تتمة، وما الذي يجب الاستمرار به أو وقفه".


وتابع: "فككنا كل مؤسسات الدولة بالخصخصة، وهذه أكبر كارثة في رأيي الشخصي، تم إدخال مسميات جديدة كلفت الدولة مكاتب جديدة وموظفين جددًا، وكل ما نعاني منه الآن، ترضية لبعض الفئات ولبعض الشخصيات".


وأضاف القيادي الإخواني: "نحن الآن نريد أن نراجع أنفسنا، لنرى، هل صحيح نمضي وفق برامجنا، والأشياء التي تنشر وتقال من قبل بعض القيادات.. لم يأت أحد من القيادات ويقول قدموني للمحاكمة.. فلان الذي يملك كذا عمارة في دبي، وفلان لديه كذا حساب في البنوك الخارجية.. الأفضل ألا ندفن رأسنا في الرمل".


كما أشار إلى أن: "ثانيًا، موظفون خانوا هذا البلد وخرجوا منه، يعلمون أدق أسراره، هم الآن في دول أخرى، ونحن نتعامل معهم، أين كرامتنا نحن؟ الآن هذا مفروض يكون مؤتمر أزمة، ليس فيه أي شيء سوى أن نتناول الأزمة الموجودة الآن وما هي الحلول".


وأردف العطايا: "كانت الأزمات إذا ظهرت يتداعى لها الناس من شعبة الأساس إلى المؤتمر العام، الآن الناس إما في الحزب أو في الحركة مسألة الاتصال والتنوير والتلاقح أصبحت صفرية، وحدث ولا حرج".

الأسرار الكبرى


ومنذ ديسمبر الماضي، تنشر قناة "العربية" تسجيلات خاصة لاجتماعات سرية للحركة الإسلامية في السودان، ما يكشف الكثير عن طريقة إدارة الدولة خلال حكم عمر البشير الذي امتد لثلاثين عامًا، وهو ما أثبت أن شعار دولة القانون الذي رفعه البشير، لم يؤمن به إخوان السودان خلال اجتماعاتهم السرية.


وأظهرت تلك الاجتماعات حضورًا لأعضاء من تنظيم الإخوان بدول عربية أخرى، وحجم الدعم الذي تم تقديمه لتنظيمات الإخوان الإقليمية.


وفي أحد التسجيلات، اعترف البشير أن كل مفاصل الدولة السودانية بعد انقلاب 1989 أصبحت تحت سيطرة الإخوان، بعد أن وضع الضباط الإخوان والمجموعة المدنية المسلحة بقيادة حسن الترابي وعلي عثمان طه اللمسات الأخيرة لانقلاب 1989، مضيفًا أنه قام بفصل أكثر من 600 ألف سوداني من وظائفهم واستبدالهم بعناصر إخوانية.


وقال أيضًا البشير: إن عضو الإخوان يجب أن يكون لديه قدرة على حمل السلاح دائمًا، وينفذ الأوامر بمبدأ السمع والطاعة، فضلاً عن كشفه عن الشخصيات العسكرية التي سهلت مهمة الوصول للقيادة العامة في الانقلاب.


كما أقر نائب الرئيس السوداني السابق علي عثمان طه، الذي قاد ميليشيات الانقلاب في 1989 في جلسة سرية أنه "سننقلب على السلطة مرة أخرى إذا عادت نفس الظروف".