في ليبيا.. كيف كشفت الفيضانات والكارثة الإنسانية عن الفساد السياسي؟

كشفت الفيضانات والكارثة الإنسانية عن الفساد السياسي

في ليبيا.. كيف كشفت الفيضانات والكارثة الإنسانية عن الفساد السياسي؟
صورة أرشيفية

تصاعدت دعوات للمحاسبة في مدينة درنة بليبيا، بعد أن تسببت الفيضانات المدمرة هناك في مقتل أكثر من 11 ألف شخص، وفقا للسلطات الليبية، حيث دمرت العاصفة دانيال سدين سيئَيْ الصيانة الأسبوع الماضي واجتاحت أحياء بأكملها. 

وبطبيعة الحال، فإن ليبيا منقسمة بين الفصائل المتحاربة التي تتنافس على السلطة والثروة في هذا الاقتصاد الغني بالنفط حيث ينتشر الفساد الذي كشفت عنه العاصفة دانيال.

فساد ونهب

وأفاد موقع "إن بي آر" الدولي، بأنه منذ عقد من الزمن، توجد في الغرب حكومة تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس، وفي الشرق برلمان منافس يسيطر عليه الجيش وسلطاته هي المسؤولة في درنة. وهذان الجانبان، يبدوان في الواقع متشابهين إلى حد كبير مع بعضهما البعض فلم يتم انتخاب رئيس الوزراء في الغرب قط، لقد تم تعيينه لجلب البلاد إلى الانتخابات، وهو في الأساس يرفض القيام بذلك، وهو يعتمد على بعض الميليشيات المخيفة للبقاء في السلطة، حيث دفع الانقسام السياسي إلى مستويات مذهلة من السرقة والفساد.

وتابع أن نهب مؤسسات الدولة من قبل السياسيين والميليشيات التي تبقيهم في السلطة يتم بشكل منهجي. وإلى جانب ذلك، هناك تهريب البشر والمخدرات والوقود والأسلحة على نطاق هائل. الكثير من الليبيين يطلقون عليها في الواقع دولة العصابات، وأصبح الفساد هو السمة المميزة للدولة الليبية الحديثة، وهو يطغى على كل شيء نوعًا ما، وهو ما يفسر سبب عدم صيانة السدين اللذين أطلقا العنان لجدار المياه العنيف الذي غمر درنة. 

وأشار إلى أن السبب الآخر هو استخدام السياسيين التنمية كسلاح، وإبقاء درنة وغيرها من المدن في جميع أنحاء ليبيا في حالة من الانهيار المتعمد.

تفاقُم الأزمة

وأكد الموقع أن درنة مدينة قديمة، فهي تاريخياً مركز فكري، كل ذلك تغير في عهد القذافي؛ لأن مثقفيها ومفكريها قاوموا حكمه وتعرضت المدينة لعقوبات شديدة، وكما هو الحال في أي مكان آخر في الشرق الأوسط، عندما يُقتل أو يهرب كل المثقفين الليبراليين أو العلمانيين، فإن لغة المعارضة الوحيدة المتبقية هي الإسلاموية، وهكذا أصبحت درنة مدينة رئيسية للمقاومة الإسلامية للقذافي.

وأضاف أن في ليبيا، لا توجد صراعات أيديولوجية شاملة، ليس هناك طائفية، إنها متجانسة إلى حد ما، لا ينبغي أن يكون الأمر منقسمًا ومختلًا إلى هذا الحد، ولكن هذا هو عمل الطبقة السياسية التي تتكون الآن من عائلتين، في ظل صمت الغرب.