أزمات طاحنة تضرب الأسواق القطرية.. وعيد الأضحى هو الأصعب على القطريين

أزمات طاحنة تضرب الأسواق القطرية.. وعيد الأضحى هو الأصعب على القطريين
صورة أرشيفية

منذ بدأ تفشي فيروس "كورونا" في قطر، وحتى الآن تقف الحكومة القطرية عاجزة عن إدارة الأزمات التي تضرب المجتمع القطري بقسوة، نقص في المواد الغذائية ونقص في الدواء وانخفاض شديد في السيولة والقدرة الشرائية عانى القطريون أثناء شهر رمضان الماضي من نقص السلع الضرورية بشكل خانق،  وتزايدت المطالب للحكومة بحل أزمة الأسواق والسلع، إلا أن الأمير القطري تميم بن حمد لا يزال من وقتها منشغلًا بسد العجز وحل الأزمات في تركيا من أموال القطريين، لتتوالى الأزمات والمشاكل بلا انقطاع وآخرها أزمة في اللحوم المجمدة والحية مع بداية عيد الأضحى وارتفاع أسعارها بشكل جنوني حسب سياسة العرض والطلب، في حين تحمل الحكومة القطرية تداعيات تفشي وباء كورونا جميع أسباب فشلها في إدارة الأزمة تارة والمقاطعة العربية تارة أخرى، مما جعل القطريين يؤكدون أن عيد الأضحى الحالي هو أصعب الأعياد التي مرت عليهم منذ عشرات السنوات.
 
أموال القطريين و"خيرهم" يذهب إلى المرتزقة بأوامر "أردوغان"


كشفت مصادر قطرية إرسال تميم بن حمد لطائرتين محملتين باللحوم المجمدة، وصلت إلى أنقرة استعدادًا إلى نقلها إلى طرابلس لسد حاجة الميليشيات المسلحة التابعة للوفاق، بعدما طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من تميم مساعدته في توفير اللحوم للمقاتلين والمرتزقة في ليبيا بسبب وجود أزمة نقص أغذية في تركيا وصعوبة توفير ذلك، بشكل قد يؤدي إلى تذمر كتائب المرتزقة التابعة لتركيا.


المصادر كشفت لـ"العرب مباشر"، أن الطائرات كانت محملة بأطنان من اللحوم المجمدة عالية الجودة، بعضها يواجه المواطن القطري صعوبة في الحصول عليها بالأسواق المحلية، وكانت تقارير محلية قطرية نقلت عن مواطنين قطريين، غضبهم بسبب إخفاق الحكومة في توفير المنتجات الأساسية والضرورية قبل موسم عيد الأضحى، وأضافوا أن الحكومة تعمل بشدة لتحسين صورتها في الإعلام بدلًا من العمل على أرض الواقع لحل الأزمات التي يعاني منها المواطن.


أضافوا، أصبح إيجاد أضحية حية شبه مستحيل، واستمر العجز خلال الفترة الماضية بالكامل، وبسبب قلة المطروح تبدو الأزمة وكأنها أصبحت أمرا مستمرا وواقعا، موضحين أن مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك زادت أزمة النقص في منتجات اللحوم سواء كانت حية أو مجمدة.


وأشار المواطنون إلى أن الأزمة وصلت إلى الدواجن الحية والمجمدة فالأسواق فارغة ولا تعمل الحكومة على توفير المنتجات أو بدائل لها في ظل الأيام الحالية التي تعتبر موسمًا هامًا ويتبعها تضاعف في استهلاك اللحوم.
 

شكاوى المواطنين تتصاعد.. والحكومة تحمّل "كورونا" والمقاطعة العربية المسؤولية 


وتصاعدت شكاوى المواطنين على صفحات التواصل الاجتماعي في قطر بسبب النقص الحاد في منتجات اللحوم، وانتقدوا تحميل الحكومة جميع الأزمات لتداعيات تفشي وباء كورونا، حيث أكدوا أن الوباء تفشى عالميًا وليس في قطر وحدها، موضحين أنهم يشاهدوا دول العالم تدار بحنكة وتستوعب حكوماتها الأزمة وتخلق حلولا لشعبها للعودة إلى الحياة الطبيعية، ولكن في قطر الأمر مختلف حيث اتهموا الحكومة بالانشغال بمخططات ومؤامرات دولية متناسين احتياجات شعبهم الذي يدفع لهم رواتبهم.


وحاولت الحكومة القطرية تحميل تفشي وباء كورونا عالميًا والمقاطعة العربية سبب معاناة القطريين بعد أن رصدت حالة الغضب لدى المواطنين، فقالت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان إن استمرار مقاطعة الدول العربية لدولة قطر وما رافقه من إجراءات عديدة للعام الثالث تسبب في زيادة معاناة المواطنين والمقيمين في دولة قطر.


وأضافت اللجنة أن دول المقاطعة العربية رفضت الاستماع لكافة النداءات الدولية الصادرة عن منظمات عالمية بإنهاء المقاطعة التي تسببت في عدد من الأزمات الاقتصادية، رغم إصرار معظم المسؤولين القطريين على أن المقاطعة لم تؤثر على الاقتصاد القطري ولم يكن لها أضرار مباشرة. 


ودعت اللجنة الوطنية القطرية، الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي إلى تحمل مسؤولياته والإسراع في حل التداعيات الإنسانية للأزمة قبل الحديث عن أية مبادرات سياسية.
 
 
تميم انشغل بأحلامه.. وأنفق أموالنا على شعوب لن تمد لنا يد المساعدة الآن


يقول جاسر السعيد، 33 عاما، مواطن قطري، رضينا بالغلاء وارتفاع الأسعار ولكن يبدو أن هذا لا يكفي فرغم الارتفاع الجنوني للأسعار إلا أن العجز في توفير المنتجات ما زال قائما، ندفع الآن ثمن سياسات الحكومة التي اعتمدت سنوات طوال على بيع الغاز المسال فقط ولم تضع في الحسبان إنتاج إبرة خياطة، ها قد أحاطت بنا أزمات جعلت كل شعب يحاول توفير احتياجاته ذاتيًا ثم بيع ما يفيض عنه، فوجدنا أن الحكومة لا تملك شيئًا لتوفيره للشعب غير الغاز المسال، فعلى مدار عشرات السنوات يستخدم تميم ونظامه المال القطري في تحقيق مخططاته بعيدًا عن تنمية بلاده بما يملكه من موارد هائلة.


وأضاف السعيد، بل فضل تميم بن حمد إهدار تلك الموارد في تركيا وإيران على حساب المواطن القطري، الآن إذا طلب من الأتراك أعطاءنا اللحوم بسبب شحها الشديد من الضغط على شرائها في موسم عيد الأضحى المبارك لن يقبل الأتراك أو الإيرانيون أو غيرهم بحرمان شعوبهم وتوفير تلك السلع للقطريين.


وتابع، إهمال الحكومة تسبب في زيادة الغلاء بشكل غير مسبوق وانشغالها بمهاترات خارجية منعها من حماية المواطنين من جشع المحتكرين والمستغلين، فأسعار اللحوم شهدت ارتفاعا جنونيا في الأسعار هذا إن وجدت.

 
شعوب لا تملك ربع ثرواتنا نجحت في عبور "أزمة كورونا" وحكومتنا جعلتها "شماعة"


تقول فاطمة العبد، 40 عاما، مواطنة قطرية، نرى بأعيننا شعوبا لا تملك ربع ثرواتنا ونجحوا في اجتياز أزمة تفشي وباء كورونا، أما هنا في قطر فلا تزال الحكومة تحمد الله ليلًا ونهارًا على تفشي الوباء لأنه خلق لها الشماعة والحُجّة المناسبة لتحميلها فشلها في إدارة الدولة ومواردها.


وتابعت العبد، أملك 3 أطفال، ويحل علينا عيد الأضحى المبارك ولم أستطع إلا شراء كيلوجرام واحد من اللحم، نحن نملك الأموال ولكن الأسواق فارغة، اضطررت لشراء لحم مجمد كنا نرفض تناوله فيما سبق، ولكن مع اختفاء اللحوم الحية وكذلك اللحوم المجمدة أصبحت مضطرة لشراء المتبقي وبعد مروري على أكثر من 6 متاجر وإخباري للتاجر الأخير ببحثي منذ 3 ساعات في المحال التجارية عن اللحم غاب في المخزن دقائق وعاد لي بكيس من اللحم لا يتجاوز الكيلوجرام وأخبرني أنه يعطيني من اللحم الذي يحتفظ به لنفسه، لم يتخيل القطريون في أسوأ كوابيسهم ورغم امتلاكهم للمال أن يعيشوا أيامًا كهذه بسبب حكومة تعيش في نعيم بسبب ثرواتنا.