هياكل ظل تقود غزة.. من يدير حماس بعد موجة الاغتيالات؟

هياكل ظل تقود غزة.. من يدير حماس بعد موجة الاغتيالات؟

هياكل ظل تقود غزة.. من يدير حماس بعد موجة الاغتيالات؟
حرب غزة

في حرب الاستنزاف المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، تحاول إسرائيل أن تُجهز على قيادة "حماس" بضربات مركزة، معلنة اغتيال معظم قادتها العسكريين والسياسيين في غزة.


 لكن الصورة التي ترسمها الوقائع على الأرض أكثر تعقيدًا من عناوين البيانات العسكرية، فبينما تروّج تل أبيب لنجاحات نوعية، يبقى الغموض سيّد الموقف، خصوصًا في ملفي محمد السنوار والناطق العسكري الشهير "أبو عبيدة". 


وإن صحّت الأنباء عن مقتل السنوار، فإن من تبقى في الميدان من الصف الأول لا يتجاوز عددًا محدودًا من الأسماء، بعضها سبق إعلان مقتله قبل أن يتبين نجاته، وبعضها الآخر يحيط نفسه بجدار من السرية، فهل حماس نجحت في تدوير قيادتها خلال فترات الهدوء، ومن هم رجال الظل الذين يديرون المواجهة الآن؟ 

*ضربة بلا تأكيد.. مصير السنوار معلق*


الثلاثاء الماضي، أعلنت إسرائيل تنفيذ عملية نوعية تهدف إلى اغتيال محمد السنوار، أحد أبرز القادة العسكريين لحركة "حماس" وشقيق يحيى السنوار، زعيم الحركة في غزة.

لكن النتيجة ما تزال غير مؤكدة، ومع كل يوم يمر دون ظهور أو بيان من السنوار، تتصاعد التكهنات ويُعاد ترتيب خريطة قيادات الصف الأول داخل "كتائب القسام".

*الرفيق المحتمل في العملية: محمد شبانة*


شبانة، قائد "حماس" في رفح، بات في دائرة الاستهداف بعد تسريبات إسرائيلية تشير أنه ربما كان برفقة السنوار في العملية الأخيرة.

عدم تأكيد هذه الرواية من أي جهة رسمية يزيد المشهد غموضًا، ويُعتقد أن شبانة يلعب دورًا مركزيًا في التنسيق بين المحاور الجنوبية لكتائب القسام.



*أبو عبيدة: الصوت الذي لا يُسكت*


الناطق باسم "كتائب القسام"، الشهير بقناعه الأحمر، لم يظهر بشكل مرئي منذ فترة طويلة، لكن بياناته الصوتية ما تزال تصدر، وكان آخرها بعد العملية الأخيرة ضد السنوار، ما يُلمح إلى أنه ما يزال حيًا، وهو ما تعتبره إسرائيل دليل على نجاة السنوار، حيث كانت المعلومات الاستخبارتية تشير أن أبو عبيدة كان برفقة محمد السنوار وقت القصف.

وتعتبر إسرائيل وجود أبو عبيدة مؤشرًا على أن البنية الإعلامية للحركة لم تنهَر بعد، بل تواصل ضبط إيقاع الحرب النفسية والميدانية.

*عز الدين الحداد.. شبحٌ يحكم غزة*


المعروف بلقب "شبح القسام"، الحداد هو قائد لواء مدينة غزة، وعضو فاعل في المجلس العسكري المصغر.

ويُعتقد أنه يدير عمليات معقدة من مواقع سرية تحت الأرض، لم يظهر له أي تصريح أو أثر منذ شهور، لكن تقارير استخبارية تُبقي اسمه على رأس قوائم المطلوبين، ما يشير إلى أهميته الاستراتيجية.

*رائد سعد.. من "شهيد" إلى مخطط بارز*


أعلنت إسرائيل في يونيو 2024 مقتله، لكن سرعان ما تبيّن أنه ما يزال على قيد الحياة. سعد يُعد من العقول التقنية في "القسام"، فهو المسؤول عن ركن التصنيع العسكري، ويُعتقد أنه وراء تطوير أنظمة الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى.

فشل اغتياله يُعتبر إحراجًا استخباراتيًا لتل أبيب، ويعني أن البنية التصنيعية للحركة ما تزال تنبض.

*هيثم الحواجري.. عائد من تحت الركام*


قائد كتيبة الشاطئ، واحد من الأسماء التي تتكرر في نشرات الاغتيال ثم تعود لتطفو حية من جديد.

بعد إعلان مقتله في ديسمبر، ظهر اسمه مجددًا مطلع فبراير، ما يُرجح أن "القسام" تنفذ استراتيجية تمويه متقنة في ما يتعلق بكشف مصير قادتها.

*إدارة الظل: تدوير القيادة تحت النار*


نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم: إن "حماس" أجرت خلال فترات التهدئة سلسلة من التعيينات لملء الفراغات التي خلفها القصف.

لكن الحركة تتجنب الإفصاح عن أي أسماء، حفاظًا على سلامة من تبقى، واستمرارًا في الحرب النفسية مع إسرائيل.

هذه الاستراتيجية تجعل من كل قائد "محتمل" لغزًا يصعب تفكيكه، وتبقي إسرائيل في حالة مطاردة مستمرة لأشباح المقاومة.

معظم قادة المكتب السياسي للحركة موجودون في الخارج، بينما الميدان في غزة يتحرك بقيادة لم تعد واضحة، سواء بسبب الغموض المتعمَّد أو تلاحق الاستهدافات.

لكن استمرار العمليات، والبيانات العسكرية، والضربات المضادة، تؤكد أن البنية القيادية لم تُجتث بعد، بل أعادت تشكيل نفسها داخل دهاليز الحرب.

وبينما تطارد إسرائيل أسماء بعينها، يبدو أن "القسام" باتت تفضل العمل برؤوس متعددة يصعب اصطيادها دفعة واحدة.