الانتخابات الرئاسية في الجزائر: ما هي خطط الإخوان للعودة إلى الواجهة السياسية؟

الانتخابات الرئاسية في الجزائر

الانتخابات الرئاسية في الجزائر: ما هي خطط الإخوان للعودة إلى الواجهة السياسية؟
صورة أرشيفية

في ظل الاستعدادات المكثفة للاقتراع الرئاسي المرتقب في الجزائر، يسعى تنظيم الإخوان في البلاد إلى إعادة ترتيب أوراقه السياسية وتحديد مواقفه بشكل أكثر وضوحًا، يأتي هذا في ظل تحولات تنظيمية وتحديات تعرض لها التنظيم على الصعيدين المحلي والإقليمي، منذ ثورة 2013 في مصر، واندلاع الأحداث التي أدت إلى سقوط الجماعة هناك، وتداعياتها على النشاط الإخواني في مختلف دول العالم العربي، بما في ذلك الجزائر، واجهت جماعة الإخوان في الجزائر تحديات تنظيمية كبيرة، وصولاً إلى تونس وخروج حركة النهضة من الحكم في تونس. 

في هذا السياق، تظهر حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسية للإخوان في الجزائر، استعدادها لبدء مشروع سياسي جديد يعكس رغبتها في إعادة بناء مواقفها ومشاركتها بفاعلية في الساحة السياسية، وفي ظل هذه التحولات، تسعى الحركة إلى تحسين أدائها وإبراز دورها السياسي في البلاد. 

وعلى الرغم من الإجراءات الحاسمة ضد نشاط التنظيم في البلدان العربية، إلا أن الفرع الجزائري للإخوان لم يتأثر بشكل كبير، حيث نجحت حركة "حمس" في تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات الجزئية والمحلية خلال السنوات الماضية؛ مما يعزز قدرتها على المشاركة السياسية وتحقيق تأثير قوي في المشهد السياسي الجزائري. 
 
*مرشح إخواني* 

من جانبه، يبذل رئيس حركة حمس، عبد العالي حساني، جهودًا مكثفة لصياغة استراتيجية جديدة تهدف إلى إعادة تعريف دور الحركة ومساهمتها في الساحة السياسية، وتتضمن هذه الجهود التركيز على دعم الحريات الفردية والجماعية، وتعزيز المشاركة السياسية، وتشجيع الحوار السياسي كأساس لحل المشكلات المجتمعية والاقتصادية في البلاد. 

وفي سياق آخر، أعرب الرئيس السابق للحركة، عبد الرزاق مقري، عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية، مؤكدًا حقه في ذلك واعتبره خطوة مشروعة تأتي بعد سنوات من العمل السياسي المتواصل. تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الجزائرية تحركات متزايدة استعدادًا للاقتراع الرئاسي المرتقب. 


 
*تحديات تنظيمية* 

من جانبه، قال إسلام عوض، المحلل السياسي: إن حركة مجتمع السلم (حمس) في الجزائر تظل لها وزنها السياسي وتبقى واحدة من الحركات المؤثرة في المشهد السياسي المحلي، إلا أنه يشير إلى أن التنظيم يتأثر بالانقسامات الداخلية بين مختلف تيارات الإخوان، وهذا يظهر في التوجهات بين مؤيدي التنظيم الدولي وأنصار النشاط المحلي. 

ويشير إلى أن "حمس" تتحرك بحذر وتستعرض مناورتها في الساحة السياسية، ومن المتوقع ألا تقدم مرشحًا رئاسيًا لتجنب التصادم مع النظام الحالي. كما يشير إلى أن الحركة تفضل العمل ضمن الأطر المرسومة لها دون تجاوزها، وتركز على إعادة هيكلة نفسها وجذب عناصر جديدة. 

وفقًا لـ "عوض"، يظل من المهم بالنسبة لـ"حمس" التوافق مع متغيرات المشهد السياسي الجزائري دون الدخول في صدام مع النظام أو الشارع، وربما تكون مهتمة بتصحيح أخطاء الماضي وتقديم مشاريع سياسية تحت الغطاءات المقبولة. 

تحديات التنظيم والتفكك الداخليفي الوقت نفسه، تواجه "حمس" تحديات تنظيمية وسياسية داخلية حيث يعاني التنظيم من تفكك هيكله الداخلي وتشتته، وكان ذلك واضحًا في مؤتمره الأخير في مارس 2023، تشير التقارير إلى وجود انقسامات داخل الحركة بخصوص المشاركة السياسية ودورها في الساحة الحزبية الجزائرية. 

تُظهر خطوة "حمس" في يونيو 2022، بإنهاء ارتباطها بالجهاز التنفيذي والتحالف الرئاسي، رفضها لنتائج الانتخابات التشريعية عام 2012، هذه الخطوة تشير إلى تزايد التوترات داخل التنظيم وعدم رضاه عن الأوضاع السياسية الحالية في البلاد. 
 
*خسارة القاعدة الشعبية* 

تظهر تحديات كبيرة أمام عبد العالي حساني، رئيس "حمس"، في إعادة توحيد التنظيم واستقطاب قواعد جديدة، تحتل الحركة المرتبة الثالثة في البرلمان الجزائري، ومع ذلك، تبقى أمامها تحديات كبيرة في مواجهة حزبي الجبهة الوطنية للتحرير والأحرار. 

رغم التوجه المتسم بالمشاركة الواسعة في الانتخابات، قاطعت "حمس" الانتخابات الرئاسية عام 2019، وهو ما يعكس انقسامات داخلية حول مواقفها السياسية، تظل الحركة معارضة معتدلة داخل البرلمان، لكنها تحرص على المشاركة في النقاشات السياسية المهمة، مثل مشروع الدستور عام 2020، بشكل عام، تواجه "حمس" تحديات كبيرة في استعادة قاعدتها الشعبية وإعادة هيكلة نفسها في ظل الظروف السياسية والتنظيمية الصعبة في الجزائر.