ما بين قوات حفظ السلام والفوضى.. ماذا ينتظر غزة بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل؟

تواصل إسرائيل قصف غزة

ما بين قوات حفظ السلام والفوضى.. ماذا ينتظر غزة بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل؟
صورة أرشيفية

على مدى أسبوعين، قصفت إسرائيل غزة بالصواريخ، بينما كانت تجمع الدبابات والقوات لغزو بري بهدف واحد معلن، وهو تدمير حماس.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن تدمير حماس هو هدف بسيط ومخادع، وقد يبدو الأمر ملحًا وضروريًا للكثيرين في إسرائيل المنقسمة سياسيًا بشدة، على أمل استعادة إحساسهم بالأمن، وجيش عازم على استعادة سلطته المتضررة، ورئيس وزراء يفقد شعبيته بقوة.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي كبير: "الآن نواجه ضغوطا كبيرة من السكان الإسرائيليين، نحن نحاول حقًا في المقر الرئيسي هنا ألا نكون غير عقلانيين عاطفيًا في كل قرار، الاستنتاج الوحيد هو أنه علينا أن ندخل، علينا أن ندخل وننظفها ونزيل حماس من الجذور، ليس فقط عسكريا، ولكن أيضا اقتصاديا، في إدارتها، كل شيء يجب أن يختفي."

مستقبل غامض

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن تدمير حماس هو هدف سياسي وليس عسكريا، وحتى لو ادعت إسرائيل نجاحها بعد اغتيال شخصيات بارزة في حماس، وتدمير ترسانتها وأنفاقها، وتفكيك إدارتها، فإنها لم تعلن ماذا ستفعل في اليوم التالي للنصر المزعوم.

وتابعت أن قطاع غزة سيظل موجودًا، وإن كان معظمه في حالة خراب، وسيظل السكان الذين نجوا من الحرب موجودين هناك، حزنًا على فقدان أحبائهم ومنازلهم. وسوف يتفاقم الفقر وغيره من أشكال الحرمان التي غذتها إسرائيل خلال أيام الحرب.   
                
وأضافت أن الغضب الوطني، وحشد القوة العسكرية، بدا مألوفا بشكل مثير للقلق للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي حذر إسرائيل الأسبوع الماضي: "يجب تحقيق العدالة لكنني أحذر من هذا - عندما تشعر بهذا الغضب، لا تنشغل به حتى لا ترتكب أخطاء كبرى".

وأشارت إلى أنه يبدو أن إسرائيل تسير على نفس نهج أمريكا في غزوها للعراق بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل، مع قيادة لم تحدد شكل النصر ولم تضع أي خطط لكيفية إدارة القطاع عندما تنتهي أي حملة عسكرية، وستكون في حالة خراب، مع مقتل الآلاف على الأقل، وربما عشرات الآلاف، وسيعاني السكان الناجون من صدمة شديدة.

وأوضحت أنه ليس هناك رغبة كبيرة في إسرائيل لإدارة غزة مباشرة، لقد غادرت قواتها، وأجبرت المستوطنين على القدوم معهم منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وذلك لأنه حتى رئيس الوزراء المتشدد أرييل شارون لم يكن يعتقد أن الاحتلال إلى أجل غير مسمى سيكون مستداماً، وبعد هذه الحرب الوحشية، سيكون هناك المزيد من الاستياء والعداء، كما أن إسرائيل لا تريد أن تديرها السلطة الفلسطينية؛ لأنها تخشى تحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة.

لا للتوحيد

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه في جميع الأحوال لا تريد إسرائيل تحقيق التوحيد بين الضفة الغربية وغزة، فإسرائيل تدعم وبقوة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، وهي إستراتيجية إسرائيلية تمكنها من السيطرة سياسيا وعسكريًا على الأراضي الفلسطينية.

وأضافت أن الفكرة الوحيدة التي طرحها الساسة والضباط الإسرائيليون بشأن مستقبل غزة، وهي قوة حفظ السلام الدولية، تبدو متجذرة في التمني أكثر من الواقع.

وتابعت أنه يبدو أن الحرب ستكون طويلة للغاية وعلى إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار الرهائن وخطر انتشار الصراع إلى المنطقة الأوسع وتآكل الدعم الغربي لإسرائيل والسؤال إلى من سننقل السيطرة في البلاد، لذلك قد تضطر إسرائيل إلى تسليم غزة إلى قوة متعددة الجنسيات بقيادة عربية.

وأشار مسؤول أمني إسرائيلي كبير إلى أن القوى الإقليمية سيكون لها مصلحة ذاتية في دفع تكاليف مستقبل غزة، قائلاً: "نحن بحاجة إلى حسن النية من جيراننا؛ لأن دول الجوار تعلم جيدًا أن اضطرابات غزة ستسبب اضطرابات في الشرق الأوسط بالكامل".

وتابعت الصحيفة أنه ليس هناك ما يشير إلى أن العرب قد يرغبون في الانجرار إلى التكلفة والتعرض السياسي لإدارة غزة، بالنيابة بشكل أساسي عن الحكومة الإسرائيلية التي بدت بشكل مباشر حكومة معادية حتى لأقرب جيرانها وهما مصر والأردن، بينما يخشى العديد من العرب  من أن الإسرائيليين لا يخططون لإدارة مستقبلية في غزة؛ لأنهم يريدون إفراغها من الفلسطينيين بالكامل.

واعترف المسؤول الأمني الإسرائيلي بأن الجيش ليس لديه أي فكرة عن كيفية خوض هذه الحرب دون  ضمان عدم انضمام جيل جديد من الشباب الفلسطيني للمقاومة.

وأكدت الصحيفة أن قطاع غزة ينتظره إما الفوضى اللانهائية أو حكومة متعددة الجنسيات بإشراف عربي أو قوات حفظ سلام دولية.